اشتعلت الأجواء في الشارع المصري بنار زيادة أسعار البنزين والمواد البترولية خلال اليومين السابقين، ما جعل زيادة "الأجرة" أمرا لا مفر منه، فكانت تلك الزيادة سببًا في تذمر الركاب بجميع المواقف. وأعلن اللواء محمد الشيخ، سكرتير عام محافظة القاهرة، أن الزيادة الجديدة في تعريفة ركوب سيارات الأجرة "التاكسي الأبيض" ستزيد بقيمة جنيه واحد عن التعريفة القديمة البالغة 4 جنيهات ليكون فتح عداد التاكسي 5 جنيهات. في السياق ذاته، أكد محمد مجدي سائق تاكسي، أن زيادة تعريفة التاكسي أصبحت ضرورة لكل السائقين بعد زيادة المحروقات خلال الأيام الماضية كي يحدث المعادل، مشيرًا إلى أن المواطن عليه أن يتفهم الظروف المجتمعية الحالية. وأضاف مجدي، أن تلك الزيادة تمنع السائق من محاولته في التلاعب بالعداد، الأمر الذي يجعل الراكب يفقد ثقته في التاكسي الأبيض بوجه خاص ويلجأ إلى شركتي أوبر وكريم. والتقط طرف الحديث أحمد كمال، سائق تاكسي، قائلًا: "ال5 جنيه دلوقتي مش حاجة بعد ارتفاع الأسعار دي بس الركاب من بعد الزيادة الأخيرة وهما مش عاجبهم الوضع بضطر أقول للراكب الي تدفعه يا بيه". ولفت كمال، إلى قرار زيادة التعريفة الذي وصفه بالخيار الصائب، وذلك بعد ارتفاع أسعار المحروقات، فضلًا عن أسعار قطع الغيار والزيت، موضحًا: "أن هناك طبقة معينة التي لن تجد في الزيادة أي معوقات بالنسبة لهم". وعلى جانب آخر، أكد حسن عبد الله، سائق تاكسي، أن التعريفة إذا ظلت كما هي أو قلت بمقدار جنيه سيكون أفضل من رفعها، قائلًا: "أهم حاجة نشتغل والناس تركب لكن أعمل إيه بالزيادة والناس مش بتركب التاكسي أصلًا، السواقين مش عارفين ياكلوا عيش". وأوضح عبد الله، أن ظروف المواطن أصبحت في تراجع مستمر يجعله حريصا على توفير الجنيه، الأمر الذي يجعل الميكروباص وسيلته الأولى والوحيدة. "كل لما التعريفة بتزيد كل لما بتقلل لقمة عيشنا وتوقف حالنا لأن الناس مش قادرة على العيشة دي وغلاء المواصلات" هكذا أعرب السائق جمال إبراهيم عن استيائه من رفع تعريفة التاكسي. وأشار إبراهيم إلى زيادة أسعار المنتجات التي أصبحت كابوسا يفزع المواطن في كل ليلة يحياها، ما يجعله يعزف عن اتخاذ التاكسي ليصل إلى مكان ما، فينتج عن ذلك "انهيار وردية" السائقين حسب قوله. وبنبرة مليئة بالتفاؤل، قال أحد المواطنين: "إن زيادة الموصلات بصفة عامة لم تكن سببًا في تذمره طالما يوجد أمان بالشوارع ما يجعله يتغاضى عن تلك الزيادات"، مشيرًا إلى أن الفترة المقبلة ستصبح أفضل من المتوقع. وأضافت هدى محمود، ربة منزل، أنه يمكن للشمس الحارقة إجبارها على استقلال تاكسي ولكن دون ذلك يمكنها ركوب المواصلات العامة.