قالت صحيفة "تليجراف" البريطانية إنه آن الأوان ان تركز الحكومة البريطانية على المشاكل الاقتصادية فى بريطانيا بدلا من إهدار الجهد والاموال والوقت فى القمم المتتالية التى يعقدها قادة دول الاتحاد الاوروبى ال27. واشارت الصحيفة الى ان الاتحاد الاوروبى يعقد القمة تلو الأخرى دون ان يخرج بنتائج واضحة ومحددة للخروج من النفق المظلم . واشارت الى قمة بروكسل امس الاثنين لبحث ازمة ديون اليونان وهو نفس الموضوع الذى يتصدر اجندة كل الاجتماعات والقمم السابقة . وقالت الصحيفة إنه فى كل مرة يصطف القادة لالتقاط الصور التذكارية امام كاميرات المصورين، بينما الازمة تظل دون حل. واضافت الصحيفة ان احدى الافكار المطروحة ان تقوم المفوضية الاوروبية بالاشرف على الاقتصاد اليونانى، لضمان سلامة الانفاق، الا ان اليونان ترفض ذلك وتعتبره تدخلا فى شئونها الداخلية، وفى نفس الوقت لا ترغب المانيا صاحبة الفكرة واكبر الممولين لصندوق الانقاذ الاوروبى المقترح، فى ضخ اى اموال دون ان تكون هناك ضمانات لسلامة صرف هذه الاموال . ورأت الصحيفة انه اذا استمرت دول اوروبا فى سعيها لاعادة بناء الاتفاقيات الاوروبية من جديد، وهو الامر الذى ترفضه بريطانيا، فإن الموقف سيكون صعبا على حكومة "ديفيد كامرون" رئيس الوزراء البريطانى الذى يواجه ضغوطا كبيرة فى الوقت الحالى بسبب موقفه الرافض لاستخدام مؤسسات الاتحاد الاوروبى فى فرض شروط مالية على الدول المدينة. وقالت الصحيفة إن الديون السيادية ربما تكون هى القضية التى تسبب التوتر والضغط حاليا، الا ان المشكلة الحقيقية هى عدم قدرة دول مثل اليونان وإسبانيا والبرتغال وايطاليا على اعادة انعاش النمو الاقتصادى مرة اخرى، طالما انهم بقوا ضمن دول اليورو. وختمت الصحيفة بأنه قبل ان تفكر بريطانيا فى التوقيع على خطة صندوق الانقاذ الاوروبى البالغ حجمها 20 مليار جنيه استرلينى، يجب على رئيس الوزراء "ديفيد كامرون" ان يركز على المشاكل الاقتصادية التى تعانى منها بريطانيا، ومنها المطالبات بخفض الضرائب على الاشخاص والشركات، فهذه اولويات للبريطانيين، بدلا من اهدار الاموال على انقاذ اليورو.