يُصر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، بشكل مثير على توسيع الفجوة وإشعال الخلاف أكثر بين الدوحة والدول المقاطعة لها، وعلى رأسها دول الخليج ومصر. فبدلًا عن محاولة إظهار الإهتمام من جانب قطر بالمطالب التي أرسلتها الدول عن طريق الكويت التي تحاول التهدئة بين الطرفين، يضرب تميم بها عرض الحائط. فقد جاء على رأس مطالب الدول المقاطعة لقطر إنهاء علاقتها بأعضاء التنظيمات الإرهابية ومنها جماعة الإخوان الإرهابية وداعش والقاعدة، إلا أن مقطع فيديو قد نشره عبد الله بن حمد العذبة، رئيس تحرير صحيفة "العرب" القطرية عبر حسابه الرسمي على موقع التدوين المصغر تويتر، يؤكد بالدليل القاطع أن الدوحة لا ترغب في إعلان الطلاق بينها وبين هذه التنظيمات الإرهابية. وظهر في مقطع الفيديو تميم وهو يرحب بيوسف القرضاوي المدرج في "قائمة الإرهاب" التي تضمنت 59 شخصًا و12 كيانًا، ولم يكتف بالحفاوة به، بل قبل عمامته داخل قصر الوجبة في الدوحة بمناسبة عيد الفطر. وكتب العذبة في تعليقه على مقطع الفيديو: " الشيخ تميم بن حمد أمير دولة قطر يستقبل فضيلة العلامة يوسف القرضاوي بمناسبة عيد الفطر ويقبل رأسه تقديرًا للعلم ولأحد أهم علماء الأمة يا إخوان". وفي تصرف غريب، حذف رئيس تحرير صحيفة "العرب" القطرية، مقطع الفيديو من على حسابه بتويتر حسبما نشر موقع سكاي نيوز، وهو ما يثير التساؤلات الدائمة حول مراوغة قطر المستمرة وعدم الوضوح. ولكن بمتابعة حساب العذبة على تويتر، فوجئنا بإعادة نشره لمقطع الفيديو مرة أخرى بنفس التعليق عليه، وثبته أعلى حسابه لكي يشاهده الجميع، والأمر يؤكد أن قطر تراهق سياسيًا حسبما وصفها الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية في تغريداته. شاهد التغريدة: شاهد الفيديو: الشيخ تميم بن حمد أمير دولة #قطر يستقبل فضيلة العلامة يوسف القرضاوي بمناسبة #عيد_الفطر ويقبل رأسه تقديرا للعلم ولأحد أهم علماء الأمة ياإخوان pic.twitter.com/5mM8eY4pRm — عبدالله العذبة المري (@A_AlAthbah) 26 يونيو، 2017 ورغم أن قائمة مطالب الدول المقاطعة لقطر تضمنت تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع إيران، وطرد أي عضو من الحرس الثوري الإيراني في قطر، إلا أن الدوحة أبدت استعدادها لتطوير العلاقات مع طهران، في اتصال هاتفي بين الرئيس الإيراني حسن روحاني، وأمير قطر، أمس الأحد. وأكد الأمير، أن بلاده ترحب بالتعاون مع طهران وتقدر دعمها، موضحًا أن العلاقات بين البلدين متينة، معلنًا استعداده لتطوير العلاقات الثنائية في شتى المجالات، حسبما نشرت الوكالة الإيرانية. وشدد الرئيس الإيراني، على وقوف طهران إلى جانب قطر، والعمل على تطوير العلاقات مع الدوحة، مشيرًا إلى مساعدة الاقتصاد القطري. ولم يكن الاتصال الهاتفي بين أمير قطر والرئيس الإيراني، واستقبال وتقبيل عمامة القرضاوي هما ردا الفعل فقط على استفزاز الدوحة للدول المقاطعة لها، بل كان أول رد فعل لها تسريب قائمة المطالب التي تسلمتها من الكويت. وكانت الدول المقاطعة لقطر "السعودية والإمارات والبحرين ومصر"، قد أرسلت للدوحة قائمة تتضمن 13 بندًا على رأسها قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وطرد أي عضو من الحرس الثوري الإيراني موجود بها، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية، وإغلاق قناة "الجزيرة". كما طالبت الدول المقاطعة لقطر، ضرورة رفضها تجنيس المواطنين من الدول المقاطعة الأربع، وطرد الموجودين حاليًا لديها، وتسليم جميع الأفراد المطلوبين بتهمة "الإرهاب"، ووقف تمويل الكيانات المتطرفة، وتقديم معلومات مفصلة عن الشخصيات المعارضة التي مولتها قطر. وتضمنت القائمة قطع جميع العلاقات والصلات والروابط بين قطر وجماعة الإخوان الإرهابية وحزب الله وتنظيم القاعدة وداعش، على أن تأخذ الدوحة مهلة 10 أيام لتنفيذ هذه المطالب. شاهد صورة متداولة لقائمة المطالب: