رأت صحيفة "جارديان" البريطانية أن إيران لن تسلم بالعقوبات التى اتخذها الاتحاد الأوروبى ضد صادرات النفط الإيرانية والبنك المركزى الإيرانى أمس. وتوقعت الصحيفة فى مقال للكاتب "توم روجان" أن تؤدى هذه العقوبات إلى مزيد من التوتر والتصعيد. وأضاف الكاتب أن صادرات النفط هى روح النظام وسبب قوته وبقائه، وبالتالى لا يمكن أن يقبل النظام الإيرانى بسهولة بشل حركته، كما أن هذا النظام يعتبر التخلى عن فكرة الحلم لنووى، من المحرمات فهى من وجهة نظر النظام، الحارس الأول للثورة الإسلامية، كما أن السلاح النووى هو المظلة التى تحمى إيران وحلفاءها الشيعة فى لبنان والعراق وغيرها من دول المنطقة، من أى اعتداءات خارجية. ومما لاشك فيه أن امتلاك السلاح النووى، سيكون أفضل طريقة يستطيع النظام الحاكم فى إيران بها أن يقدم نفسه للشعب الإيرانى، ويعتبرها أحد إنجازاته الكبرى. وأكد الكاتب أن النظام الإيرانى لن يقبل بالتخلى عن برنامجه النووى، ولن يقبل فى نفس الوقت بانهيار نظامه الاقتصادى. وتوقع الكاتب أن تتخذ إيران سلسلة من الإجراءات لمواجهة العقوبات الجديدة التى لن يتم تطبيقها بشكل عاجل، بل ستطبق تدريجيا بدءا من يوليو المقبل. وأشار إلى أنه من بين الإجراءات التى يمكن أن تتخذها إيران محاولة اللعب بورقة إغلاق مضيق "هرمز" الاستراتيجى أمام الملاحة الدولية، ولكن ذلك لا يمكن أن يدوم طويلا خصوصا أن أمريكا لن تسمح بذلك، وقد تتحرك البحرية الأمريكية بعمل عسكرى، كما أن إسرائيل ستجد مبررا لتوجيه ضربة إلى إيران. والتصرف الثانى المتوقع، أن يقوم الحرس الثورى الإيرانى بسلسلة من العمليات السرية ضد المصالح الغربية فى أنحاء العالم كما حدث فى أحداث "أبراج الخبر" فى عام 1997 وأحداث "كربلاء" عام 2007. والإجراء الثالث ، أن تقوم إيران بتشجيع حركة"حماس" الفلسطينية و"حزب اله " اللبنانى، على افتعال أزمة مع إسرائيل، وبالتالى تخفف الضغط على حليفها، النظام السورى، وتعزز بذلك مخاوف الغرب باحتمال اندلاع حرب إقليمية ، وخصوصا إذا ما تهورت إسرائيل فى بعمل عسكرى مباشر ضد المواقع النووية الإيرانية . والإجراء الرابع ، هو زعزعة الاستقرار فى منطقة الخليج، وتهديدات للسفن المارة فى الخليج وفرض رسوم وإحداث نوع من الاضطرابات والقلق. وختم الكاتب، بأنه بغض النظر عما يمكن اتخاذه من هذه الإجراءات أو حتى تنفيذها كلها، فإن الشىء المؤكد أن إيران لن تذعن أو تستسلم لأى عقوبات مشددة عليها.