الإسلام دين حياة يرفض كل الإساءات وينشر التسامح بين خلق الله، وهو يعلى راية الأخلاق ويشد من أزرها ولا يعرف الإرهاب، ولابد للمسلمين أن يتسامحوا فى تعاملاتهم مع غيرهم وما يتعلق هؤلاء النفر من أعمال إرهاب تقوم بها مجموعات تنتمى إلى الإسلام شكلا وهى بعيدة عن قيمه وأحكامه الغراء، فكيف للمسلمين أن يثبتوا أن الإسلام هو دين التسامح بحق؟ التسامح بعث الله سبحانه وتعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فى مكة ليدعو الناس إلى الإيمان برسالته، وقد تعرض النبى ومن آمن معه إلى شتى صنوف العذاب واضطهدوا سنوات، وحوصروا فى شعب مكة حتى شاء الله أن يمكن أمر هذا الدين وتعلو رايته، قد كان الفتح الأول للمسلمين حينما دخلوا مكة فاتحين ليقف النبى الكريم على رؤوس صناديد كفار قريش وزعمائها الذين ساموا المسلمين من قبل سوء العذاب ويقول لهم بلسان المتسامح ماذا تظنون أنى فاعل بكم؟ قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، فقال: اذهبوا فأنتم الطلقاء، وقد كانت هذه الكلمة حقيقة أول معول للتسامح يطرق على مسامع الظالمين لتؤذن عقيدة التسامح بعد ذلك بتأسيس الدولة الإسلامية الأولى على أسس التسامح والعفو بين المسلمين أنفسهم وبينهم وبين غيرهم، وحرص النبى الكريم على توطيد العلاقات بين المسلمين وسكان المدينة من اليهود فى المدينةالمنورة، وعلى الرغم من علم النبى بكيد اليهود ومكرهم، إلا أنه أسس تعامله معهم على قاعدة التسامح. التسامح منهج الإسلام على مر العصور، إن المتأمل فى آيات القرآن الكريم وأحاديث السنة النبوية المطهرة ليدرك حقيقة سماحة الدين فى كل مظاهره، فالمسلم مأمور بالتعامل مع غيره والإحسان لهم والقسط والعدل فى التعامل معهم طالما سلميين فى تعاملهم لا يظهروا العداوة والبغضاء للمسلمين، كما أن المسلم فى تعامله مع المسلمين مأمور بأن يكون سمحاً فى بيعه وشرائه وفى عفوه عمن أساء إليه وفى صفحه عمن ظلمه.