بدأ رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي اليوم السبت زيارة قصيرة إلى ليبيا تستغرق بضع ساعات يلتقي خلالها رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل ورئيس وزرائه عبدالرحيم الكيب. وسيبحث المسئول الإيطالي مع المسئولين الليبيين علاقات بلاده المستقبلية مع ليبيا في ظل وضعها الجديد بعد الإطاحة بنظام القذافي. وأظهر مونتي في تصريح فور وصوله الى ليبيا دعم بلاده للسلطة الجديدة الانتقالية وبما يعزز المؤسسات السياسية في ليبيا. وقالت مصادر متطابقة إن زيارة مونتي تهدف الى "العمل على إعادة تفعيل معاهدة الصداقة والشراكة والتعاون" التي وقعها برلسكوني والقذافي في أغسطس 2008، وجمدتها ايطاليا في فبراير الماضي غداة اندلاع الاحتجاجات في ليبيا. وكانت ليبيا بعد نجاح ثورتها رأت ضرورة التفاوض من جديد على بعض البنود التي جاءت في تلك المعاهدة والتي اعتذرت بموجبها ايطاليا عن فترة استعمارها لها وتعويضها عن تلك الحقبة الاستعمارية التي دامت ربع قرن بقيمة خمسة مليارات دولار مقابل منح الشركات الايطالية تعاقدات بمليارات اليورو. ونصت المعاهدة على إنشاء طريق ساحلي سريع في ليبيا بامتداد 1700 كم بتكلفة 3 مليارات دولار واعادة استقبال ليبيا للمهاجرين غير الشرعيين الذين ينطلقون منها باتجاه ايطاليا بعد ترحيلهم. يشار إلى أن ايطاليا سبق أبدت استعدادها لتوفير المساعدة الفورية في مجالات ذات أهمية إستراتيجية من الأمن والبنى التحتية والطاقة وتلبية طلب المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا من مستلزمات عاجلة ابتداء من دمج المقاتلين في المجتمع وإتاحة فرص الدراسة والتأهيل أمامهم في ايطاليا. وأعلنت إيطاليا خلال اليومين الماضيين عن إرسال مئة جندي إلى ليبيا للتدريب ونزع الألغام وحماية الأراضي الليبية من ضمن صيغ التعاون مع طرابلس.