أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، أن انتماء الإنسان إلى المكان الذي ولد فيه فطرة إنسانية فطر الناس عليها، مشيرًا إلى أن الإنسان مجبول على حب الأوطان، والنصوص الشرعية من قرآن وسنة نصت على ذلك. ولفت إلى أن من يقولون إن الوطن حفنة من التراب يتجاوزون في حق الأوطان وإساءة منهم لتاريخ الإنسان والمكان الذي ولد فيه. وقال مفتي الجمهورية في لقائه الأسبوعي "حوار المفتي" على فضائية "أون لايف" إن حب الوطن جزء من الإيمان مثلما جعل النبي صلى الله عليه وسلم حب مكة من الإيمان. وبين مفتي الجمهورية أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما خرج من مكة وطنه كان مجبرًا، ولو لم يجبره أحد لم خرج منها؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان مجبولاً على حب الوطن، حتى إن القرآن نزل يؤكد ذلك ويسلي الرسول صلى الله عليه وسلم على فراق وطنه بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} وقال المفسرون إن المقصود بالمعاد هو مكةالمكرمة التي عاد إليها بعد عشر سنوات من عيشه بالمدينة المنورة. وأضاف أن القرآن الكريم عبر عن حب الأوطان وضرب مثالاً على ذلك بحب الأنبياء لأوطانهم حيث أثبتت آياته أهمية المكان في حياة الرسل ومن أرسلوا إليهم. كما عبر القرآن عن أهمية المكان في كثير من آياته، وكذلك الفقه الإسلامي عني بالمكان للدرجة التي رتب عليه أمورًا كثيرة كالرخص في السفر وما شابه؛ مما نستدل من خلالها أن للوطن قيمة كبيرة. وأشار المفتى أيضًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصًا على بناء المجتمع الذي أخرج منه، كما أن الوطن هو تاريخ وذكريات الإنسان لذلك فجدير بالإنسان أن يفخر به، مؤكدًا أننا ننكر من يتجاوز في حقوق الأوطان.