سعت صحيفة "الفاينشال تايمز" البريطانية لرصد أحوال مصر بعد مرور عام على ثورة يناير التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، والتغيرات التي طرأت عليها، وهل حقا تمكن المصريين من تحقيق أمالهم وطموحاتهم التي كانوا يرجونها من الثورة، أم أن خيبة الأمل كانت هي الطاغية. وقالت الصحيفة إن الآمال الكبيرة التي علقها المصريين على ثورة يناير وطغت على ميدان التحرير وتمثلت في إقامة نظام عادل يعيش فيه الجميع سواسية يتمتعون بخيرات مصر الكثيرة بدل من احتكارها في يد مجموعة صغيرة، تاهت في مناخ من التوتر والاضطراب الذي ميز الفترة الانتقالية. وأضافت الصحيفة إن المجلس العسكري الذي تولى السلطة في فبراير الماضي لحين انتخاب سلطة مدنية لا يرغب في تخفيف قبضته، فيما تتردد جماعة الإخوان المسلمين التي فازت بأكثر من 40% من مقاعد البرلمان -في أول انتخابات ديمقراطية- في إغضاب العسكر من ناحية، وتزايد على السلفيين، الذين فازوا بعدد كبير من مقاعد البرلمان، من ناحية أخرى. وتابعت إن أمام الإخوان فرصة لتحمل مسؤولية إحداث تغيير حقيقي في مصر عبر حكم قوي وموسع له رؤية واضحة، وتشير بشكل خاص إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية بما يتطلب التصرف الفوري بعيدا عن المواءمات. وفي الخلاصة تقول الصحيفة إن على "الإخوان المسلمين أن يكونوا مستعدين لمشاركة الآخرين على المسرح السياسي"، مشيرة إلى أن مصر، كأكبر دولة عربية، هي "محك الاختبار" للربيع العربي وعلى حزب الحرية والعدالة أن يتقبل تلك المسؤولية.