تعد الفنانة التشكيلية الشهيرة «مارجو فيون» إحدى ايقونات العشق السويسرية لمصر والتي ولدت وعاشت معظم حياتها في منزلها بضاحية المعادي القاهرية، مولعة بالحضارة والبيئة والثقافة المصرية، فعبر سنوات عمرها المديد والذي امتد ستة وتسعين عاماً عاشتها تتأمل وترصد حياة المصريين البسطاء، لتحول هذا الحب الكبير الى مصر الى الوان وخطوط تحكي عن عادات وتقاليد البيئة الشعبية المصرية الصميمة, حيث تتلمذت علي يد الفنان الكبير راغب عياد في بداية حياتها, وصورت الحياة المصرية وعايشتها, فصورت الفلاحين في الحقول والعمال والموالد الشعبية، كما كانت إحدي أهم فنانات العصر, حيث عرضت أعمالها في انجلترا وفرنسا وسويسرا, وكانت الجامعة الأمريكية في القاهرة تقيم معرضا سنويا لآخر أعمالها، ولقد استعد جاليري قرطبة لختام موسمه الفني 2016/2017 بعرض كبير ومهم لإبداعات الفنانة السويسرية الراحلة مارجو فيون وذلك يوم الأربعاء 3 مايو في تمام الساعة السابعة مساءً، ويستمر المعرض أسبوعين. وقال محمد الجبالي مدير الجاليري.. «إن الفنانة مارجو فيون رغم جنسيتها السويسرية فإنها كانت قلباً وقالباً تنتمي لمصر التي عشقتها وشغفت بتصوير ورصد الحياة الشعبية المصرية كالموالد والأفراح والسبوع والفلاحين فى الحقول، عاشت بمنزلها في المعادى حتى وفاتها وتُعتبر من أهم الفنانين الأجانب الذين عاشوا في مصر وعبروا عن الأجواء المصرية الخالصة. ولدت الفنانة السويسرية التشكيلية مارجو فيون في القاهرة في 19 فبراير 1907، وعلى وجه التحديد في حي العباسية، وتوفيت في القاهرة أيضا عام 2003، وهي ابنة رجل أعمال سويسري وأمها نمساوية الأصل. وكان والدها قد قدم إلى القاهرة في السادسة عشرة من عمره، وكانت محطة أولى له، حيث سافر في وقت لاحق إلى مختلف أرجاء العالم من إيران إلى الصين، ثم عاد إلى مصر، حيث التقى بزوجة المستقبل على متن سفينة واستقر في القاهرة، حيث أسس شركة ناجحة في الاستيراد والتصدير. انتقلت العائلة من العباسية إلى ميدان التوفيقية، حيث أمضت مارجو السبعة عشر عاماً الأولى من عمرها، ثم انتقلت إلى ضاحية المعادي الحافلة بالأشياء التي كانت جديدة آنذاك، والتي شيد فيها أبوها فيلا، ولم يكن قد بقي أمامه إلا سنوات قلائل للتمتع بثمار الازدهار الذي حققه. وعندما توفي عام 1927، درست مارجو في مدارس عدة بالقاهرة، ثم انتقلت إلى زيوريخ في سويسرا. بعد عامين من وفاة والد مارجو، دعيت لتقاسم مرسم مع صديقة لها في باريس، حيث أقامت حتى عام 1932، وهناك عملت بجد على إبداعها الفني، وهي تتذكر: «تعلمت في باريس الرسم خلال هذا الوقت» وقد تلقت النصح من صديقة روسية تبدع النحت هي سانيا رابينوفتش، وهي تقول في مقابلة أجريت معها: «وصلت إلى باريس مفعمة بالبراءة ولكن بعد 3 سنوات أصبحت الحياة هناك بالغة الصعوبة ولم أعد بريئة، فبادرت بالهرب» وهكذا عادت إلى القاهرة. ومنزل الفنانة السويسرية القديرة «مارجو فيون» بضاحية المعادي اشبه بمتحف صغير، حيث مرسمها المزدحم على نحو بهيج بالرسومات وسط أشجار المعادي وزهورها، مليء باللوحات والكنوز والرسومات والفخاريات والأعمال الطباعية والاسكتشات التي تتدفق في كل مكان وتتركز في الأركان. توفيت مارجو فيون عام 2003 بمنزلها بضاحية المعادي بعد أن وهبت كل أعمالها للجامعة الأمريكيةبالقاهرة، تعبيراً عن عشقها لوطنها الثاني مصر.