زار وفد من الضباط الأمريكيين التابعين للتحالف الدولي ضد "داعش" موقع الضربات التركية في منطقة جبل قرجوخ شمال سورية، والتي أسفرت عن مقتل 20 مقاتلا من "وحدات حماية الشعب" الكردية. وقالت وكالة "هاوار" في هذا السياق إن التحالف الدولي تعهد بإعداد تقرير لمشاهداته في الأماكن المستهدفة من قبل الجيش التركي، وإطلاع قيادته عليه، نتيجة هذه الزيارة التي قام بها بالتعاون مع قيادات من "قوات سورية الديمقراطية". وكان الناطق الرسمي باسم "وحدات حماية الشعب"، ريدور خليل، قد أعلن، في وقت سابق، أن حصيلة الضربات التركية على جبل قرجوخ، ارتفعت إلى 20 قتيلا و18 جريحا. وقال ريدور خليل، في تصريح صحفي: "نتيجة القصف الهمجي للطيران الحربي للدولة التركية، فجر اليوم الثلاثاء، على مقر القيادة العامة لوحدات حماية الشعب في جبل قرجوخ، استشهد 20 مقاتلا ومقاتلة، وأصيب 18 آخرون بجروح، 3 منهم جراحهم خطيرة". وأشار خليل إلى أن أن القصف أدى إلى خسائر مادية كبيرة في الموقع وإلحاق أضرار بممتلكات المدنيين بالقرب من الموقع المستهدف. من جانبها، طالبت إلهام أحمد، الرئيس المشتركة لمجلس سورية الديمقراطية، التحالف الدولي بتحديد موقفه الصريح من الضربات التركية، قائلة: "لن نقبل من الآن فصاعدا أن تقصف مناطقنا التي تحتضن مئات الآلاف من النازحين". وأضافت أحمد، في حديث لوكالة "هاوار"، بعد الحادث: "في الوقت الذي تقوم فيه وحدات حماية الشعب وقوات سورية الديمقراطية بتحرير المنطقة من إرهاب داعش، يشن الاحتلال التركي مثل هذه الهجمات على مناطقنا الآمنة". وأعلن الجيش التركي، في وقت سابق من الثلاثاء، أن طيرانه الحربي شن غارات قال إنها على مواقع لمسلحي "حزب العمال الكردستاني" والمنظمات التابعة له، في جبل سنجار شمالي العراق، وجبل قرجوخ (قره تشوك) شمال شرق سورية. ولفت الجيش التركي، في بيانه، إلى أن "المناطق التي استهدفتها الغارات تحولت إلى أوكار للإرهاب، تستخدم لشن هجمات إرهابية تتسبب في مقتل وإصابة المدنيين والجنود ورجال الأمن الأتراك"، حسب بيان الجيش. يذكر أن السلطات التركية تعتبر وحدات تحالف "قوات سوريا الديمقراطية"، وكذلك هيكله السياسي الأساسي "حزب الاتحاد الديمقراطي" وقوته العسكرية الرئيسية "وحدات حماية الشعب" الكردية، تعتبرها حليفة ل"حزب العمال الكردستاني" المصنف إرهابيا في تركيا. وتشن القوات التركية من حين لآخر ضربات جوية على مواقع الأكراد في شمال سورية والعراق، قائلة إنها مستغلة من قبل الإرهابيين لتنفيذ هجمات على تركيا. كما قام الجيش التركي، في إطار عملية "درع الفرات"، في شمال سورية، بمشاركة القوات البرية والدبابات وسلاح المدفعية وبغطاء من سلاح الجو التركي، وبالتعاون مع تنظيم "الجيش السوري الحر" المعارض للسلطات في دمشق، قام بسلسلة هجمات على مواقع "قوات سوريا الديمقراطية". من جانبه، يعتبر التحالف الدولي المناهض ل"داعش" بقيادة الولاياتالمتحدة "قوات سوريا الديمقراطية" حليفا أساسيا له على الأرض السورية في العملية ضد التنظيم، ويقدم دعما عسكريا ولوجيستيا واستشاريا لها. ويجري التحالف الدولي مفاوضات مستمرة مع تركيا و"قوات سورية الديمقراطية"، حول التخطيط للمعركة النهائية لتحرير مدينة الرقة السورية، التي يعتبرها "داعش" عاصمة لها. وكانت تركيا قد قالت مرارا إنها لن تشارك في عملية تحرير الرقة في حال كان ل "قوات سورية الديمقراطية" أي دور في هذه المعركة. وأكدت "قوات سورية الديمقراطية"، بدورها، رفضها القاطع لمشاركة القوات التركية في معركة الرقة، واصفة إياها ب"طرف محتل"، وذلك في إشارة إلى عملية "درع الفرات". ويعتبر المراقبون أن الموقف العدائي للسلطات التركية من "قوات سورية الديمقراطية" يمثل سببا رئيسيا لامتناع التحالف الدولي عن تقديم دعم عسكري ملموس للعمليات التركية في سورية.