ذكرت صحيفة "الفايننشيال تايمز" البريطانية اليوم الثلاثاء أن أمراء السعودية بدأوا خطة للتقرب من المدونين وشباب الانترنت ، لإطلاعهم على الجهود المبذولة لمواجهة الكوارث التي واجهتها المملكة ، وذلك خشية اندلاع ثورات مماثلة لما حدث في تونس ومصر . وأوضحت الصحيفة "دعا خالد الفيصل أمير منطقة مكة خمسة مواطنين لإطلاعهم على الجهود التي بذلتها حكومة المملكة للتعامل مع الفيضانات التي ضربت مدينة جدة ، كان من بينهم المدون الشاب فؤاد الفرحان الذي أمضى عامين في السجن ومُنع من السفر بسبب تناوله في مدونته لقضايا الفساد والبطالة والإصلاح في بلاده". وطلب الأمير خالد من الفرحان شخصيا إبلاغ تحيات الأسرة المالكة "إلى الشباب على موقع تويتر"وإطلاعهم على فحوى ما دار في اللقاء. ولفتت الصحيفة إلى أن "محاولة الأمير خالد غير الاعتيادية للوصول إلى شباب المملكة تعكس قلقا سعوديا يتزامن مع هبوب موجة غير مسبوقة من غضب الشباب على المؤسسات الحاكمة في العديد من بلدان المنطقة العربية" وشددت "الفايننشيال تايمز" أن هذا القلق لا يشعر به أفراد الأسرة المالكة في السعودية وحدهم، بل يشاطرهم آخرون كثر في العالم، وخصوصا حلفاءهم في العالم الغربي، الذين يخشون أن تمتد الاضطرابات من تونس ومصر إلى المملكة التي تُعد أكبر مصدِّر للنفط في العالم و"محور السياسات الغربية في منطقة الشرق الأوسط". وتنقل الصحيفة عن الكاتب نجيب الخنيزي، وهو من مدينة القطيف ذات الأغلبية الشيعية في المنطقة الشرقية من المملكة، قوله: "يواجه العالم العربي عموما نفس الأزمة: الاستبداد والفساد وزواج السلطة والمال". أمَّا نايف التميمي، وهو مدرِّس سعودي قاد الشهر الماضي مسيرة احتجاجية وسط العاصمة الرياض للمطالبة بوظائف حكومية، فيقول: "يخبروننا بأننا الدولة النفطية الأكبر في العالم. لكن، كيف لي أن أكون فقيرا إلى هذا الحد الذي لا يمكنني معه دفع إيجار مسكني؟" إلاَّ أن الصحيفة تنقل عن محللين غربيين وسعوديين آخرين قولهم إنهم لا يرون أن المملكة تواجه خطرا داهما في الوقت الراهن، إذ لا يُخشى من اندلاع انتفاضة شبابية فيها على المدى المنظور. لكنهم يقولون إن الحكومة ربما ليست قادرة في الوقت ذاته على تجاهل سخط ونقمة الشباب على الفساد والبطالة المتفشيين في البلاد، وهما من أبرز الأسباب التي أدت إلى اندلاع الأحداث الأخيرة في كل من تونس ومصر.