أكدت صحيفة "كوريير ديلا سيرا " الإيطالية أن سبب انقلاب الباخرة كوستا كونكورديا أغرب من الخيال يعود إلى رغبة قبطان السفينة فرانشيسكو سكيتينو فى إرضاء رئيس التشغيل الإيطالى بالمرور قرب من شواطىء جزيرة جيجلو مسقط رأسه وهى فرضية تدل على ضعف قائد السفينة وعدم قدرته على إدارة المكان ومسئوليته عن انقلاب سفينته . وأشارت الصحيفة الإيطالية اليومية إلى أن فراشيسكو تحدث مع مدير التشغيل أنتونيللو تييفولى قبل دقائق من الحادث وقام بدعوته للصعود على ظهر السفينة وقال له أنتونيللو "تعال نحن قريبون من جزيرتك" حسبما ذكر شهود عيان للصحيفة . وذكرت الصحيفة أن تييفولى كان مفترضا حصوله على إجازة الأسبوع الماضى لكنه اضطر للبقاء على السفينة لعدم وجود بديل له . وأراد سكيتينو تقديم خدمة له والمرور بالسفينة الضخمة قبالة الساحل الصخرى لشواطئ جزيرة توسكانا . صعد تييفولى إلى الجسر الخارجى للسفينة وحذر سكيتينو من شدة قربه للساحل لكن السفينة انقلبت سريعا ولم تترك فرصة للقبطان تدارك الأمر . وقد أدلى تييفولى بشهادته فى القضية أمام المحققين وسيدلى بها أمام البندقية . وقد اتهمت الشركة قبطان السفينة مباشرة لأول مرة بالتسبب فى الحادث والأنحراف عن الطريق التقليدى للسفينة . ووجهت إلى فرانشيسكو عدة اتهامات بالقتل وهجر السفينة (وهذه التهمة وحدها يواجه فيها حكما بالسجن لاثنى عشر عاما) وتم حبسه بمركز جروسى بوسط إيطاليا خوفا من هروبه إلى الخارج حسب بيان قاضى التحقيقات . واتهمه فرانشيسكو فيروزيو المدعى العام بجروسى بسوء اختيار المسار الأمثل للسفينة متجاهلا الطريق الآمن لها معرضا حياة الآلاف للخطر . وأعلن رئيس شركة كوستا كروسييرى المالكة للباخرة خلال مؤتمر صحفى ظهر اليوم عن فصل قبطان السفينة من العمل مستنكرا قراراته غير المتوازنة فى القيادة . وأعرب بيير لويدجى فوستشى عن أسفه وحزنه الشديد لغرق طاقم الباخرة مشيرا إلى تمكنه من إخلاء 4 ألاف راكب خلال ساعتين . وأكد رئيس الشركة التنفيذى مسئولية القبطان مسئولية كاملة عن الحادث لعدم التزامه بالتعليمات المكتوبة.