قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، إن الأزهر لم يلتف للمحاولات التى تسعى لتعديل قانونه أو التقليل من مكانة علمائه، فجميعها زائلة ومن يقف خلفها سيخسر وسيظل الأزهر منطلقًا بخطواته الثابتة التى سار عليها منذ قرون لحماية الأمة من فكر التطرف والعبث. وأكد «شومان»، أن التجديد فى الفكر الإسلامى لازمة من لوازم شريعتنا السمحة لا يمكن أن ينفك عنها، ولا يمكن للشريعة أن تساير حاجات الناس وتواكب متطلباتهم من دونه، فالأحكام المحسومة التى لا تقبل التغيير ولا التبديل فى الشريعة الإسلامية قليلة جدا، حيث تكاد تنحصر فى أركان الإسلام وبعض المحرمات المحدودة، وفى المقابل نجد أن ما لا يُحصى من فروع الشريعة الإسلامية مرن يقبل التطويع ليناسب زمان الناس وأحوالهم. وقال خلال كلمته، أمس، فى افتتاح المؤتمر الأول لكلية الدراسات الإسلامية والعربية والذى يعقد على مدى يومين تحت عنوان: «تجديد الخطاب الدينى بين دقة الفهم وتصحيح المفاهيم» إن بعض من يخوضون فى التجديد فى هذا الزمان يسلكون مسلكًا عجيبا يكفى لتشويه الدين ويجعل مهمة تطوير الفكر الدينى مهمة صعبة، بل مستحيلة؛ إذ يفتحون أبوابا بغير مفاتيحها ولا يمكن حصر مصاريعها، حيث يعمدون إلى بعض النصوص الصحيحة فيقتطعونها من سياقها اللغوى ويفصلونها عن زمن ورودها وأسباب نزولها. كما أكد «شومان» أن الأزهر يقوم بدوره كاملا فى تجديد الخطاب والفكر الدينى، ومسيرة عطاء علمائه فى أداء المهام الموكلة إليهم وما يقومون به من جهد كبير فى مجال تصويب الفكر الدينى وضبط الأداء الدعوى خير شاهد. كما أشار وكيل الأزهر إلى جهود لجنة إصلاح التعليم، التى قامت بتعديل مناهج التعليم قبل الجامعى وانتهت من صياغة مناهج جديدة بين أيدى طلابنا تدرس اليوم وتطبق فى معاهدنا، وشدد وكيل الأزهر على أن تجديد الخطاب الدينى لن يتم فى ظل تلك الفوضى المتعمدة من خلال استخدام غير المتخصصين فى مجالى الفتوى والدعوة.