رأت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن اغتيال الخبير النووى الإيرانى "مصطفى أحمدى روشن"، اليوم فى طهران، ربما يأتى فى إطار حرب سرية غير معلنة تشنها أمريكا وإسرائيل ضد إيران . وقالت الصحيفة إن الحادث يأتى فى وقت تسعى فيه الدول الغربية إلى تشديد العقوبات على إيران، التي أعلنت الأسبوع الماضي عن تشغيل مصنع جديد لتخصيب اليورانيوم، فقد قتل العالم النووي الإيراني، جراء انفجار قنبلة لاصقة على السيارة التي كان بداخلها. وأضافت الصحيفة أن نائب حاكم طهران، "سفر علي براتلو"، حمل إسرائيل على الفور مسئولية الاعتداء، مشدداً على أنه "شبيه بهجمات استهدفت أكثر من عالم نووي إيراني". وقال "براتلو" إن الكيان الإسرائيلي يقف وراء الانفجار، الذى وقع عندما ألقى اثنان كانا يركبان دراجة بخارية قنبلة لاصقة على سيارته، بينما كان يسير برفقة راكبين آخرين، قرب جامعة العلامة "الطبطبائي" شمال طهران. كما نقلت وكالة "فارس" عن أحد زملائه أن "احمدى روشن" كان يعمل على مشروع أغشية مكثفة تستخدم لفصل الغاز. فيما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية "مهر" أنه كان يعمل نائباً للمدير في موقع "نطنز" العملاق لتخصيب اليورانيوم، موضحة أنه حصل قبل تسع سنوات على شهادة في الكيمياء من جامعة "شريف". وفي تعليق على الموضوع، أكد نائب الرئيس الإيراني، "محمد رضا رحيمي"، اليوم، أن اغتيال العلماء الإيرانيين لن يوقف التقدم النووي، وقال "اليوم استهدف الذين يزعمون محاربة الارهاب علماءنا، لكن عليهم أن يعلموا أن هؤلاء مصممون أكثر من أي وقت مضى على الذهاب قدما على طريق التقدم العلمي". وأشارت الصحيفة إلى أن التصريحات الإيرانية تؤكد أن الحرب الدعائية بين الغرب وإيران ستشتعل فى الأيام المقبلة، كما أن إيران ستستغل الحادث فى مواصلة استفزازاتها للغرب، ومواصلة مناوراتها البحرية والتهديد بإغلاق مضيق "هرمز". وقالت إن إيران قامت منذ أيام بتشغيل مصنع آخر لتخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، هو مصنع "فوردو"، الواقع تحت الارض على بعد 150 كلم الى جنوب غرب طهران. ونقلت الصحيفة عن " على انصارى " مدير معهد الدراسات الايرانية فى جامعة "ست. اندروس" فى اسكتلندا ، انه من الصعب حاليا تحديد الجهة التى وراء الحادث ، وما اذا كان "الموساد" الاسرائيلى او وكالة المخابرات الامريكية متورطان فى العملية ام لا، ولكن اذا ثبت ان الموساد ارسل ، عناصره الى طهران، فأن ذلك سيكون عملا خطيرا. واضاف ان العملية يمكن ان تكون ضمن معركة داخلية، وتحاول السلطات الايرانية استغلالها ، بالصاق التهم للخارج. واكد ا"لانصارى" ان غموض رد الفعل الامريكى والاسرائيلى ، على مثل هذه الاحداث ، يجعل الصورة اكثر ضبابية. وأوضحت الصحيفة أن بعض المسئوليين المحليين فى إيران، يرون أن مايحدث هو جزء من الحرب الداخلية التى تأتى قبيل الانتخابات البرلمانية المقررة فى مارس المقبل . واشارت إلى اثنين من العلماء النووين الذين سبق اغتيالهم ، كانوا يؤيدون "الحركة الخضراء" المعارضة فى إيران. فيما لم تتضح رؤى وانتماءات الخبير "مصطفى روشن" حتى الان. وختمت الصحيفة بأن ايا كان سبب القتل او الجهة التى نفذت ، فأن امريكا واسرائيل ليستا بعيدتين عما يحدث فى ايران. كما أنها تساءلت عن السبب الذى يمنع ايران من الشكوى للأمم المتحدة، إذا كانت متأكدة من صحة اتهاماتها لإسرائيل او امريكا . وقالت "من المؤكد أن عام 2012 سيكون عاما حاسما للملف النووى الإيرانى.