تتعرض وزيرة الصحة الليبية الدكتورة فاطمة عبدالله الحمروش لحملة غاضبة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" منذ قيامها بتعيين أختها ابتسام عبدالله الحمروش مديرا لمكتب وزيرة الصحة، فى ديسمبر الماضي. القرار الذى أثار موجة غضب وجدلا داخل وزارة الصحة تخوفاً من عودة الواسطة والمحسوبية والقبلية في الوزارة، لم يتوقف عند هذا الحد، إذ نشر نشطاء صورة ساخرة للوزيرة وقد تحولت الوزارة كلها إلى "الحمروش"، وأصدروا بياناً غاضباً للاعتراض على إهمال علاج المصابين والحرجى، وصفوه ب"شديد اللهجة"، قالوا فيه:"اطلعى اولا على الكلام والفيديوهات التى تم نشرها، ثانيا ليكن فى علمك، وعلم كل من يقف الى جانبك، أن علاج الجرحى كان المطلب الاول لكل الليبيين قبل إعادة الإعمار، وأنك تتسلقتى على أشلائهم، وتقلدتى هذا المنصب الذى لم تلبثى فيه سوى بضعة أيام حتى امتلأ بأفراد أسرتك وصديقاتك وكأنك فى حفل عيد ميلاد فى أيرلندا، ثم ترفضين دفع تكاليف علاج الأطراف للثوار الذين بترت أطرافهم، وكأنها ستدفع من كنوز الحمروش الدفينة، وتناسيتى حتى شرف مهنتك بجانبه الإنسانى". يذكر أن فاطمة الحمروش هى أول "وزيرة " للصحة فى ليبيا، وهى جراحة عيون ورئيس قسم العيون بأحد المستشفيات بأيرلندا، من مواليد بنغازي 1960، درست الابتدائي في ليبيا، ودرست أولى سنواتها الجامعية بكلية الطب جامعة قاريونس، وسافرت إلى أيرلندا وتخرجت بعدها من الجامعة الملكية بإيدنبرغ سنة 1999، وهى أيضاً كاتبة معارضة سياسية ليبية، كانت تكتب باسم "الليبية " في الصحف الإلكترونية المعارضة لنظام القذافي، خشية أن تتعرض وأسرتها لبطش القذافي . والحمروش هى ابنة الضابط العقيد "السيد عبد الله الحمروش" فى العهد الملكى، وله مع القذافي قصة، روتها ابنته الوزيرة بعد غياب عن ليبيا استمر 17 عاماً وعودتها فى أكتوبر 2011 الماضي، قالت فيها إن القذافي حينها كان ملازماً ثانياً، وحدث أن جندياً فقد وعيه خلال تدريب في الصيف لكتيبة من المشاة، كان القذافي آمرها، وقد أمر القذافي إلى بقية الجنود بأن يواصلوا تدريبهم ويدوسوا على الجندي، ونظراً لقيامه بهذه التجاوزات تم تقديمه إلى المحكمة العسكرية التي يرأسها العقيد عبدالله الحمروش، ولأنه بالإضافة إلى عسكريته كان رجلاً تربوياً كما حكت ابنته فاطمة، فلم يشأ أن ينهي ويحطم مستقبل ضابط شاب بالحكم عليه بأقصى عقوبة، وهي التسريح من الجيش، فحكم عليه بأخفّ عقوبة في هذه الحالات والمتمثلة في السجن في غرفته لعشرة أيام تقريباً، إلا أن الملازم معمر القذافي لم ينس تلك المحاكمة، وانتقم من العقيد الحمروش بسجنه ثلاث سنوات وسبعة أشهر فى ليلة الانقلاب من دون محاكمة أو أي تهمة واضحة، ولاحقه بقية حياته، حتى توفى العقيد الحمروش قبل سنوات قليلة، وهو نادم على حكمه المخفف على القذافي آنذاك.