تناولت صحف أمريكية الزيارة التي بدأها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للولايات المتحدة، وتساءل بعضها عما يمكن أن يحققه المسؤول الإسرائيلي من لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة في إطار تعزيز العلاقات بين البلدين بعد ما شابها من توتر. قالت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها إن لقاء نتنياهو وترامب سيشهد ابتسامات عريضة وكلمات مطمئنة، فكلا الزعيمين تواقان لإثبات أن أجواء العداوة التي سادت علاقات البلدين إبان عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قد أصبحت من الماضي. وأضافت أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتقييد جرأة إيران في المنطقة يتصدران أجندة لقاء نتنياهو وترامب، وقالت إنهما مسألتان صعبتان، لاسيما أن الرئيس ترامب وضع لنفسه سقفا عاليا بالنسبة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وذلك رغم فشل من سبقوه في هذا المجال. وأوضحت أن ترامب أعلن عزمه عقد اتفاق سلام نهائي شامل، وأنه سيرسل صهره جاريد كوشنر زوج ابنته إيفانكا ترامب مبعوثا خاصا إلى الشرق الأوسط كي يضطلع بهذه المسؤولية وهذا الأمر الحساس. وتساءلت نيويورك تايمز عن أي نوع من السلام يتصوره ترامب، فمنذ اتفاقات أوسلو للسلام في 1993 والولاياتالمتحدة ملتزمة ومهتمة بالتوصل إلى حل الدولتين، ولكن القيادة الفلسطينية ضعيفة ومنقسمة منذ سنوات، بينما يواصل نتنياهو سياسته الاستيطانية على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية. وأشارت إلى أن ترامب يعتزم تكليف دول عربية مثل السعودية ومصر بحث الإسرائيليين والفلسطينيين على التوصل إلى اتفاق، وذلك بدلا من أن يلتقوا في تفاوض مباشر، وذلك من أجل التوصل إلى هذ الاتفاق الذي يؤدي إلى سلام شامل بين إسرائيل والعالم العربي. وأضافت أن العرب وإسرائيل الآن تجمعهم مصلحة مشتركة تتمثل في العداء المشترك ضد إيران. كما نشرت الصحيفة مقالا للكاتبين ستيفن سيمون وآرون ديفد ميلر تساءلا فيه عما إذا كانت هذه الزيارة تسهم في تعزيز العلاقات الخاصة بين البلدين، وأشارا إلى ترحيب العديد من مؤيدي إسرائيل في الولاياتالمتحدة بفوز ترمب بانتخابات الرئاسة الأمريكية في أعقاب الوعود التي أطلقها لصالح إسرائيل. واستدرك الكاتبان بالقول إن الأمر الآن اختلف في ظل تصريح الرئيس ترامب بأن المستوطنات من شأنها أن تعيق عملية السلام، وبعد تشكيكه بنقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل إلى القدس، لكنهما أشارا إلى المرتكزات التي تعتمد عليها علاقات البلدين منذ عقود. وأشارت مجلة فورين بوليسي إلى أن ترامب ونتنياهو لن يدفنا حل الدولتين، وأشارت إلى أن رغبة ترامب في إظهار أنه يختلف عن الرؤساء الأمريكيين السابقين بالنسبة إلى إسرائيل هي ليست جديدة، وذلك لأن معظمهم تقريبا فعل الشيء ذاته تجاه إسرائيل. وأضافت أن ترامب ونتنياهو سيبحثان قضايا تتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني والتهديدات التي تمثلها إيران أو تنظيم داعش والأزمة في سوريا والقضايا الأخرى المتعلقة بالدول العربية أو روسيا.