مع اقتراب حسم المعركة الانتخابية وتشكيل البرلمان الذي طال انتظاره.. تتصاعد الدعوات الي إسقاط الدولة.. ومع اقتراب ذكري الثورة التي لا يفصلنا عنها سوي أيام قليلة.. تتصاعد الدعوات التي تطالب برحيل المجلس العسكري وهي دعوات مشبوهة تحاول دفع البلاد الي الهاوية. لم تتوقف المطالبات عند حدود الفضائيات ولكنها امتدت الي مسيرات تطوف الشوارع لاستقطاب الشعب ودفعه الي سيناريو الفوضي.. الغريب ان المسيرات إياها تركز في تحركها علي المناطق الراقية وليست الشعبية. وربما يرجع ذلك الي توهم البعض ان هذه المناطق غير راضية عن نتيجة الانتخابات. كانت المسيرة الاولي في مدينة نصر واعتمدت علي العنصر النسائي.. ولم يتعد تأثيرها الأفراد الذين دعوا اليها، وانتقلت هذه المسيرات الجمعة الماضية الي مدينة الرحاب حيث خرجنا بعد صلاة الجمعة لنجد تجمعًا لا يزيد أفراده عن 30 شابًا وفتاة لا تستطيع أن تفرق بينهم لا في الشكل ولا الهيئة.. خرجت المسيرة الي الشوارع ومنطقة السوق التجاري وكان هذا جديداً علي مدينتنا التي تعودت علي الهدوء.. بدأت المسيرة بهتافات تطالب بالرحيل الفوري للمجلس العسكري ثم امتدت الي التجريح في قياداته وهو ما دفع أهالي المدينة الي تجاهل هذا التحرك الغريب.. واضطر دعاة المسيرة الي اطلاق هتافات الثورة التي أشعلت حماس الشعب في الماضي علي غرار «يا أهالينا انضموا لينا» ونسي هؤلاء الشباب أن أبناء الرحاب علي مستوي ثقافي يمكنهم من كشف المخططات المشبوهة.. لم ينضم فرد واحد الي المسيرة وتساءل أبناء المدينة لمصلحة من هذا؟ واذا تخلي المجلس العسكري عن السلطة الآن وفوراً كما يطالبون فمن يقود البلاد؟ هل يتولي السلطة «بسم الله حارسهم وحيانهم» الذين يقودون هذه المسيرة؟ واذا كان الشعب قد حدد خارطة الطريق في استفتاء تاريخي تبدأ بانتخاب البرلمان تم اعداد الدستور وانتخاب رئيس جديد فلماذا هذه الدعوة المشبوهة؟ والي أي اتجاه يدعون؟ وهل تهدف الي شيء غير الفوضي واعادة البلاد الي نقطة الصفر؟. لقد أيقن الشعب الواعي الذي خرج في طوابير الانتخابات بطول 3 كيلو مترات لتحديد مصير بلادهم أن الطريق الوحيد لبناء الدولة هو صندوق الانتخاب وأن نجاح الانتخابات واستكمال التجربة التي أذهلت العالم هو خطوة علي الطريق الصحيح وأن الدعوة لإسقاط المجلس العسكري الذي يعد عمود الخيمة هو التفاف علي ارادة الشعب.. ودعوة مشبوهة للهدم والتخريب. ان مسيرات التخريب والفوضي لن تجد صدي عند المصريين لأن معالم الطريق أصبحت واضحة ولم يعد بيننا وبين تحقيق الامل سوي خطوات.. لقد التف الشعب حول المسيرات الانتخابية التي جابت شوارع المحافظات التسع في المرحلة الثالثة والاخيرة.. وأدرك المصريون ان المسيرات الانتخابية هي مسيرات بناء واستقرار وأن مسيرات التخريب هي مسيرات فوضي وهدم وعودة الي نقطة الصفر. وأبداً لن تسقط مصر وسيتصدي الشعب بكل قوة لدعاة التخريب الذين أحرقوا المجمع العلمي.. لن يسمح لهم الشعب بحرق مصر والرقص علي أطلالها كما حرقوا المجمع العلمي ورقصوا علي أطلاله.. ولن يقف الشعب مكتوف الايدي أمام المشبوهين الذين ظهروا علي الفضائيات بتبجح وقالوا ان هدفهم هو إسقاط الدولة. لن يسمح الشعب بالقفز علي اختياراته أو النيل من العرس الديمقراطي الذي جذب أنظار العالم خلال الفترة الماضية.. ولن يلتفت الشعب الي ولولة نفر من النخبة أذهلتهم نتائج الانتخابات ولن يتوقف عند الحقد الاعمي الذي أصاب بعضهم ودفع كبيرهم الي القول زوراً وبهتاناً بأن الصحف العالمية لم تعلق علي الانتخابات المصرية ولم تبد أي انبهار بها. لن يلتفت الشعب الي الموتورين لان الشمس ساطعة وضوء القمر ينير أرجاء المكان وأن انبهار العالم بالانتخابات المصرية والذي ظهر في الصحف العالمية لا يحتاج الي شهادة من ماتت ضمائرهم.. وسيواصل الشعب مسيرته بانتخاب رئيس جديد يتسلم السلطة بعد 6 أشهر لنبدأ طريق الاستقرار وإعادة البناء.