هل يستنشق الإخوان رائحة الياسمين التونسية؟! ويتعلمون من الحل التونسي العبقري أم سيكون البديل الأخير انقلابا عسكريا وأحكاما عرفية للحفاظ علي مصر من حرب أهلية في حالة عدم التوافق علي الدستور بين الإخوان والتيارات الليبرالية والعلمانية وشباب الثوار، هذا ما يردده الشارع المصري بعد أن استمع بشغف الي حديث الرئيس التونسي الجديد الدكتور المنصف المرزوقي علي القنوات الفضائية المصرية.. الجماهير المصرية التي استمعت وشاهدت الرئيس المرزوقي أيقنت أن الحل التونسي هو المخرج الأخير للأزمة السياسية المصرية الحالية فقد نجحوا أن يكون الدستور بالتوافق أي يتفق عليه الجميع ويشارك في وضعه جميع التيارات الدينية والليبرالية والعلمانية وشباب الثوار ولا ينفرد تيار واحد أو جماعة بحجة أنها تملك الأغلبية البرلمانية.. الحل التونسي كما ذكره الرئيس المرزوقي أن يتفق المعتدلون في هذه التيارات المختلفة علي وضع دستور يلبي حاجة الجميع ولا يقصي أحدا. وأظن وأغلب الظن إثم أن كلام المناضل التونسي وهو أحد قادة ثورة الياسمين التي ألهبت الربيع العربي ثوراته في مصر وليبيا واليمن وسوريا ضد الحاكم المستبد لن يعجبهم ولا يرضي جنونهم بالسلطة والحكم، ولعلمهم المرزوقي وهويساري معتدل هويته عربية وإسلامية شارك الشيخ راشد الغنوشي من زعماء الإخوان ورئيس حزب النهضة الإسلامية في تونس والحائز حزبه علي الأغلبية البرلمانية حياة المنفي في فرنسا لن يعجبهم كلام الرجل كما لم يعجبهم من قبل كلام الزعيم التركي المسلم حقا رجب طيب أردوغان والسبب هو عقدة الإخوان المسلمين في مصر أنهم طلاب دنيا وسلطة وحكم، واستغلوا الدين في المنفعة السياسية.. والغاية لديهم تبرر الوسيلة، التاريخ يشهد أنهم عقدوا صفقات مع حكم مبارك وسلطته المستبدة.. مشكلة الإخوان الحقيقية أنهم يريدون أن يكونوا فراعنة جددا، ويلتهمون الكعكة وحدهم علي أشلاء الثوار وشهداء الثورة والمجلس العسكري أيضا، وبعدها يقتسمون الغنائم وحدهم وإقصاء الآخرين، حتي لو كانوا من زملاء الأمس القريب من نفس الجماعة والدليل علي ذلك ما فعلوه بكبار رجالهم لمجرد اختلافهم معهم في الرأي مثل الدكتور محمد حبيب والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وشباب الإخوان الملتف حولهم ومن قبلهم مختار نوح والمهندس أبوالعلا ماضي وعصام سلطان الذين رفضوا دكتاتورية قيادات الإخوان وأولها مبدأ السمع والطاعة تصوروا.. السمع والطاعة في القرن الواحد والعشرين وليس من بينهم رسول ولا نبي.. مبدأ السمع والطاعة يعني عندهم أن تلغي عقلك وتشطب تفكيرك ولا تنطق برأيك وأن تسمع ما تؤمر به وهذا مالا يتفق مع أصول الديمقراطية واحترام الرأي الآخر بل وتعاليم الإسلام الحنيف الذي جاء بالحرية والنتيجة النهائية أن هذه الجماعة لو حكمتنا وانفردوا بوضع الدستور سنري ديكتاتورية أشد وطأة من ديكتاتورية نظام مبارك باسم الدين وحزبا آخر أسوأ من الحزب الوطني، الإخوان وذراعهم الحرية والعدالة يمارسون فقط فن الكلام المعسول علي غير حقيقة ما يبطنون ويتعاطون التقية حتي يصلوا لأهدافهم ثم ينقلبوا علي حلفاء الأمس وسيكونون آخر ضحاياهم المجلس العسكري نفسه الذي مارسوا الخداع معه، لقد استغلوا وطنية رجال المجلس وقلة تجربتهم السياسية وقع المجلس العسكري في الفخ الإخواني بعد أن وضع ثقته فيهم. وكلما ازدادت أخطاء العسكري بعدوا عنهم خطوة خطوة حتي شباب الثوار أصحاب الثورة الحقيقية باعهم الإخوان عن قصد وخديعة وأصبح المجلس في مواجهة مع الثوار ليتخلص الإخوان من الاثنين معا حتي يخلو لهم الجو تماما ويصلوا الي السلطة وبعدها يستكملون مخططهم الجهنمي ليصلوا الي الجيش نفسه وكلياته الحربية والشرطة وجميع مفاصل الدولة. الجميع الآن استشعر الخطر من تصريحات الإخوان والتيارات الدينية بعد فوزهم بأغلبية البرلمان استشعروا أن هذه الانتخابات ستكون آخر انتخابات نزيهة لأنهم يؤمنون بالديمقراطية لمرة واحدة يركبون بها الحكم والسلطة ولن ينزلوا أبدا وتجربة حماس في غزة ماثلة في الأذهان.. من بين كلامهم المعسول وتصريحاتهم للتليفزيون والصحف أنهم ليسوا ضد حقوق المرأة وأود أن أسألهم سؤالا محددا أرجو إجابته: كم امرأة نجحت علي قوائمكم؟ الاجابة ولا واحدة هل فهمتم المعين والخداع. احذروا أنهم سيضعون البلاد علي حافة حرب أهلية لم نستفد من التجربة التونسية ويكون الدستور المصري بالتوافق بين جميع التيارات السياسية ومعهم شباب الثوار، وفي حالة انفرادهم بالسلطة ووضع الدستور سيكون البديل الصعب هو الانقلاب العسكري.