تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن المنوفية من القبض على المتهين بقتل قبطى وزوجته داخل منزلهما بقرية «طوخ دلكا» بالمنوفية ليلة عيد الميلاد المجيد لسرقة المنزل، وتمت إحالة المتهمين إلى النيابة التى تولت التحقيق. تلقى اللواء خالد أبو الفتوح، مدير أمن المنوفية، إخطارا من العميد السيد سلطان، مدير المباحث الجنائية، بمقتل جمال سامى جرجس «62 سنة» موظف بالمعاش، وزوجته نادية أمين جرجس، «55 سنة» موظفة الضرائب بطعنات متفرقة داخل منزلهما فى ظل ظروف غامضة. انتشرت قوات الشرطة ورجال المباحث فى جميع أنحاء القرية لسرعة كشف غموض الحادث، وتجمع عشرات من أقارب المجنى عليهما، وتم فرض كردون أمنى حول مكان الواقعة، وعاين رجال النيابة العامة والمعمل الجنائى محل الواقعة وتم رفع البصمات فى محاولة للوصول إلى الجناة. ، وتبين من المعاينة، أن دوافع ارتكاب الجريمة جنائية بهدف السرقة، وليست طائفية، وأثبتت التحريات محاولة السطو على المنزل منذ أيام، ولكن لم يتم تحرير محضر بسبب الفشل فى سرقة المنزل وقتها. وكشفت التحقيقات أن المتهمين هما «عبدالعزيز.أ»، و«محمد.أ» تم ضبطهما من خلال أحد الأكمنة المعدة لهما وبحوزتهما الأسلحة المستخدمة فى الواقعة ، وبمواجهتهما اعترفا بارتكابهما الواقعة بغرض السرقة. وذكرت التحقيقات، أن المتهمين سرقا كروت شحن ومبالغ مالية من محل أسفل منزل المجنى عليهما بلغت 410 جنيهات قبل عدة أيام، وعندما عادا لسرقة المنزل شاهدهما المجنى عليهما فقاما بقتلهما وفرا هاربين. التقت «الوفد» أقارب الضحايا، حيث نفى مجدى أمين أبو صليب، الشقيق الأكبر للزوجة؛ أن تكون الواقعة بغرض «السرقة» كما قالت تحريات المباحث والدليل على ذلك أن الجناة لم يسرقوا شيئاً من المنزل سوى «جاكيت و2 ترنج» على الرغم من وجود مصوغات ذهبية بيد شقيقته، مضيفاً أن نجل «الضحية» أبلغه ظهر يوم الجمعة الماضى بفشله فى الاتصال بوالديه ولشعوره بالقلق، فهرول سريعاً إلى الشقة ليجد الباب مغلقاً من الداخل ولم يستطع فتحه، وتابع «حضرت وحاولنا فتح الباب إلا أننا فشلنا فاستعنا بأحد النجارين الذى نجح فى فتح الباب». وبوجه يبدو عليه علامات الحزن والضعف تابع «أبو صليب» قائلاً: إنهم فوجئوا لحظة دخولهم الشقة بشقيقته وزوجها ملقين على السرير والدماء تغرق الغرفة بأكملها، مشيراً إلى أن الزوج كان فى وضع المقاومة وأن المصوغات الذهبية كانت فى يد شقيقته كاملة لم تنقص شيئا، مردداً أن القاتل طعنهما من فوق البطانية ب«غل»، كما طالب بسرعة ضبط الجناة الحقيقيين، حسب قوله للاقتصاص منهم. قال ناجى أسعد «أحد الجيران» إن الضحيتين مشهود لهما بحسن السمعة وسيرتهما طيبة ومحبوبان من جميع القرية نظراً لودهما للجميع ومشاركتهما المسلمين والأقباط أحزانهم قبل أفراحهم، لافتاً إلى أن الطب الشرعى لحظة معاينته للجثمانين بعد نقلهما إلى مستشفى تلا العام وجدوا جميع «الذهب» والمتعلقات الشخصية الخاصة بهما وسلموها لنا؛ نافياً أن الغرض «السرقة» فقط. وأدان محمد أمين، أحد الأهالى؛ الحادث مؤكداً أنه لن يضعف من وحدتنا الوطنية وسنظل نسيجا واحدا وشركاء فى بناء هذا الوطن الغالى الذى طالما حلمنا بأن نراه متقدماً فى شتى المجالات. وأعلنت الكنائس «بتلا وزاوية بمم وقرية طوخ دلكا»، إلغاء مراسم الاحتفال بعيد الميلاد المجيد. وأدى الأهالى القداس على الجثمانين بكنيسة مارجرجس بقرية «طوخ – دلكا» التابعة لمركز تلا وسط تشديدات أمنية وحملوا الجثمانين إلى مقابر الأقباط بالقرية وسط هتافات «يارب فرق أعداء الكنيسة وحصنها» و«بالروح والدم نفديك يا صليب». وسادت حالة من الحزن بين أهالى القرية بسبب بشاعة الحادث، وكان فى استقبال الجثمانين آلاف من أهالى مركز تلا وعدد من القيادات التنفيذية والأمنية منهم اللواء أسامة سعودى مساعد مدير أمن المنوفية والمقدم محمد أبو العزم رئيس مباحث شبين الكوم وأحمد الكورانى نائب رئيس المدينة لشئون القرى ووحيد عبد ربه نائب رئيس المدينة لشئون المدينة. وعلق الدكتور هشام عبد الباسط، محافظ المنوفية الحادث قائلا إن جميع الأديان السماوية تدعو إلى المحبة والسلام وأننا جميعاً أبناء مصر قلب واحد ينبض بحب الوطن، وهذا الحب يُعد من أغلى ما توارثه المصريون عبر العصور القديمة؛ وأننا سنكون درع الوطن القوى أمام كافة التحديات التى تواجه أمتنا وتهدف إلى النيل من وحدتنا. وقال الشيخ أحمد عبد المؤمن، وكيل وزارة الأوقاف: لا أحد يستطيع تعكير صفو الاحتفالات فكلنا واحد نعيش تحت أرض واحدة بروح يملؤها الود والمحبة فنحن شركاء الوطن، كما قدم التعزية للأقباط قبل التهنئة.
