أعلن ائتلاف "الثقافة المستقلة" في بيان له على صفحته بموقع "الفيس بوك"، أن احتفالية "الفن ميدان" الشهرية مُهددة بالتوقف إذا لم يقم كل المهتمين بالثقافة بالتبرع لإقامتها. وأكد الائتلاف أنه منذ اليوم الأول كان المصدر الوحيد لتمويل الفن ميدان هو تبرعات الأفراد، ثم ساهمت وزارة الثقافة بدعمها في شهري أكتوبر ونوفمبر، ولكن هذه المساهمة متعثرة الآن، وكذلك توقفت تبرعات الأفراد، نظرا لتفضيل معظم المتبرعين المساهمة في نفقات علاج المصابين في أحداث شارع محمد محمود ثم مجلس الوزراء. وأشار البيان إلى الأسباب التي تدعو الائتلاف لانقاذ الاحتفالية، وقد أجملها في كون الاحتفالية أكبر وأنضج تعبير ثقافي عن الثورة بعد فبراير 2011، وأصبحت ترمز إلى قدرة الفنانين والمثقفين المستقلين على الفعل الثقافي خارج الأطر الرسمية؛ كذلك تضع على قمة أولوياتها تقديم الفنون للناس في الشوارع والميادين مجانا، ودون حواجز اجتماعية أو اقتصادية تحول بينهم وبين الفن. واضاف البيان: "لأن "الفن ميدان" طوال الشهور الثمانية الماضية تفاعلت مع أحداث الثورة، وأصبحت منصة لها، فنادت بإلغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين، وعبرت عن حزن الشعب المصري على شهداء ماسبيرو، واستنكرت المذبحة التي ارتكبها الجيش ضدهم، وشاركت في اعتصام التحرير وفي التوعية السياسية والاجتماعية. كما أصبحت مكانا للبهجة والمتعة للمواطنين من كل الطبقات الاجتماعية والخلفيات السياسية والثقافية؛ فضلا عن أن "الفن ميدان" استردت الميادين والساحات والشوارع من سيطرة الأمن وأعادتها لتصبح ملكا للشعب". وأوضح البيان أن تكلفة "الفن ميدان" والتي تقام في ميدان عابدين بالقاهرة، وبعض المحافظات الأخرى تقدر ب 14 ألف جنيه، بجانب 2000 يدفعها الائتلاف لكل محافظة كمساهمة في الاحتفالية التي تنظمها، على أن تقوم المجموعات التي تنظم "الفن ميدان" في المحافظات بجمع تبرعات إضافية من محافظاتهم. وهذه المبالغ، في القاهرة والمحافظات، تخصص لإيجار أجهزة الصوت وخشبات المسرح والإضاءة والألوان والمواد اللازمة للورش الفنية والطباعة والتصوير، وأجور العمال الفنيين وعمال النظافة. أي أن الائتلاف يحتاج كل شهر إلى حوالي 30 ألف جنيه للقاهرة و8 مدن في المتوسط؛ مؤكدا أن جميع الفنانين المشاركين والمنظمين من أعضاء الائتلاف ومن خارجه يعملون بشكل تطوعي بدون أجر.