تعديل مناهج اهو الهدف الأهم الذى يسعى الأزهر دومًا له للتخلص من انتقادات الشارع الذى يلقي باللوم دائمًا وأبدًا على بعض مناهج الأزهر بأنها تسهم فى إنتشار التطرف والأفكار الشاذة المُخالفة لمبادئ الدين الوسطية السمحة، فضلًا عن تناولها لبعض أراء تنظيم الإخوان الذى اثبت العلماء انهم يتبعون لمناهج ضالة وأراء شاذة تغالط الفكر الصحيح وتعمل على نشر التشدد والتطرف. وعلى مدار الثلاث أعوام الأخيرة ومنذ سقوط تنظيم الإخوان وظهور وجهه الحقيقى الداعم للإرهاب والذي لا يؤمن بأى شئ غير الولاء للجماعة، بدأت مشيخة الأزهر تطوير مناهجها للتخلص من أراء الإخوان الموجودة فى كتبها أولًا ولتجديد الخطاب الدينى وتطوير المناهج لتكون مناسبة مع المجتمع الذى نعيش فيه ومواكبة للتطور التكنولجى ثانيًا،بالإضافة إلى مجابهة جميع الأفكار التكفيرية الغريبة على المجتمع والتى يرعاها البعض لتنفيذ أعمالهم الإجرامية. وكان الدكتور عبد الفتاح العوارى عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع القاهرة،صرح بأن المناهج تغيرت بنسبة 100% وأصبحت ملائمة للعصر الحديث بعيدة كل البعد عن الأراء المُعقدة والتفاسير الشاذة والأفكار المتطرفة التى تؤثر على تكوين عقل الطالب الأزهرى وتجعله عرضة للإنصياع خلف الجماعات المُتشددة. وترصد لكم بوابة الوفد خلال التقرير الأتى..أبرز التغيرات فى مناهج المواد الشرعية لطلاب الثانوية الأزهرية التى تعتبر مرحلة تكوين الفكر والعقل الأساسية. الفقه بعد أن كان طلاب الأزهر يدرسون الفقه المُيسر للإمام الأكبر محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف، عاد من جديد نظام المذاهب لطلاب الثانوية العامة بل وبشكل تعقيدى لان المذهبية تتحتم دراسة الرأى الواحد فى الدين وهذا صعب تطبيقه فى مصر لاننا دائمًا نميل إلى الرأى الأسهل لان الله لم يأمر أحد بمذهب مُعين. مادة الحديث كانت مادة الحديث تعتمد بشكل كبير على الأخلاقيات فى المقام الأول وتحذر دومًا من الوقوع فى الكبائر وتهتم بالجانب النفسي كليًا والتربوى بالاضافة إلى الاهتمام بالصحابة وأثرهم فى الدين، وأصبحت حاليًا أغلبها تتحدث عن حرمة دماء المسلمين و عن سماحة الإسلام ويسره و عن حسن الخلق والبر بالناس سواء كان الأهل والجيران حتي ولو كانوا مشركين، وهذا يشير إلى تنوعها ومحاولة جادة من الأزهر مواكبة الواقع. التوحيد التوحيد هى من أهم المواد لطلاب الثانوية الأزهرية، لانها تبنى عقيدتهم وتكون لهم العقل الذي يفكر فى خلق الله وملكوته ومن الممكن أن يتحول الطالب إلى مُلحد إذا ما كان العلم كافيًا لسد رغباته ومعالجة فكره، وهذا ما فعله الأزهر خلال السنوات الأخيرة بعد قيامه بتبسيط المادة وإبعادها عن التعقيدات التى كان يعانى منها الطلاب بسبب تداخل الأراء وكثرتها وجعلها تتجه فى طريق واحد وهو الصواب، وعلى من يرغب التوسع فليتعلم بأحد الأقسام الشرعية بكليات الجامعة. التفسير وكان التفسير يعتمد على شرح إحدى سور القرآن الكريم بالتفصيل وإظهار الجوانب الإعرابية والبلاغية والفقهية وإختلافات الرأى بين العلماء فى الجمل والعبارات ويهتم أيضًا بالتفسير النسفي الذى يحلل أدق التفاصيل ويشرح كل صغيرة وكبيرة فى السورة لدرجة يصعب على الطالب فهمها، ولكن لجنة تعديل المناهج بالأزهر استطاعت تنقية الكتاب وحذف التفسير النسفى وتقليل الإعرابات والإكتفاء بالرأى الواحد الصحيح أو الرأين المقاربين لتخفيف العبئ على الطلاب.