أيام عصيبة قضاها جيران السفارة الإسرائيلية بالقاهرة والذين يقطنون في 6 عقارات واقعة بشارع أنس بن مالك أسفل كوبري جامعة القاهرة وعددهم نحو 3 آلاف شخص أغلبهم من مشاهير المجتمع مثل السفير حسنين عيسي منسق العلاقات المصرية الإسرائيلية بتل أبيب، والدكتورة عائشة راتب رئيس قسم القانون الدولي بكلية الحقوق جامعة القاهرة ويوجد بالطابق الثاني مكتب المحامي الشهير نادر جعفر ولكن يقطن بتلك العمارات الفنان محمد العزبي الذي ترك شقته لشقيقته لتقيم فيها. *هؤلاء جميعاً كانوا يعانون من الإجراءات الأمنية الصارمة التي فرضتها الأجهزة الأمنية بالجيزة علي السكان والمترددين عليهم ولكن الأمر بات صعباً بعد ثورة الغضب التي انطلقت الثلاثاء 25 يناير حيث قامت وزارة الداخلية بغلق المداخل والمخارج المؤدية للشارع ومنع السكان من استقبال غرباء كما تم منعهم من ركن سياراتهم أسفل عقاراتهم وأجبرهم الأمن علي ركن السيارات خارج الشارع وتم تطويق المنطقة بالعربات المصفحة وتم غلق كوبري الجامعة ولاقي السكان معاناة شديدة مع الأمن المركزي الذين لم يسمحوا لهم بدخول منازلهم إلي أن جاءت ثورة الجمعة 28 والتي استخدم فيها الأمن القنابل المسيلة للدموع وقاموا بالتعامل معت المتظاهرين لمنعهم من دخول الشارع أو اقتحام مقر السفارة مما جعل سكان أنس بن مالك جيران سفارة إسرائيل يتركون منازلهم ويتوجهون للإقامة عند أقاربهم بمناطق أخري ومنهم من بات ليلته داخل فندق ولم يجد مسئولي السفارة الإسرائيلية من الدبلوماسيين والعاملين بداً من سحب أنفسهم وترك مقر السفارة خشية قيام الجموع الغفيرة من الغاضبين بالصعود إلي الطوابق الثلاثة الأخيرة حيث تقع السفارة الإسرائيلية فعادوا إلي تل أبيب وأغلقوا السفارة وقبل سفرهم أشاعوا أن مقر السفارة تم نقله إلي منطقة نائية بمدينة 6 أكتوبر حتي يبعدوا أنظار المتظاهرين عنها. أما السفارة الأمريكية التي تقع بمنطقة جاردن سيتي والتي أخلتها السفيرة الأمريكيةبالقاهرة بعد الثورة بينما تم احتجاز عدد قليل من الدبلوماسيين داخلها ووفرت لهم السفيرة السلع التموينية والطعام وألزمتهم البقاء داخل مقر السفارة لحين استقرار الأوضاع في مصر وذلك بعد أن سيطر الجيش علي السفارة وتولي تأمينها وأغلق الشوارع المؤدية إليها بالدبابات وتم تغيير اتجاه السير للسيارات ولم يجرؤ أي من المتظاهرين علي الوصول لمقر السفارة نظرا للإجراءات الصارمة التي اتخذتها القوات المسلحة كما أن المتاريس والأبواب المصفحة التي تغلق مقر السفارة الأمريكية تحول دون اقتحامها أو تسلل أي شخص داخلها.