تشيّع كوريا الشمالية اليوم الأربعاء، زعيمها الراحل، كيم جونغ إيل، الذي رفعت وفاته في 17 ديسمبر التوتر في شبه الجزيرة الكورية والدول المجاورة فيما تراقب الولاياتالمتحدة عن كثب تطورات الأحداث في الدولة الشيوعية النووية. ولم تكشف الدولة المنعزلة عن تفاصيل المراسيم، إلا أن وسائل إعلام في الشطر الجنوبي، أعلنت أن مراسم دفن "القائد العزيز"، كما يلقبه شعبه، ستجرى في الساعة العاشرة صباحاً، بالتوقيت المحلي، في قصر كومسوسان التذكاري ببيونغ يانغ. وبحسب وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية، تستمر مراسم التشييع لمدة حوالي ساعة واحدة، ويطوف موكب الجنازة شوارع عاصمة كوريا الشمالية، بيونغ يانغ، يعاد عقبها الجثمان إلى قصر كومسوسان ليوارى الثرى بجوار قبر والده، مؤسس كوريا الشمالية، كيم إيل سونغ. ورجح مراقبون تسليط الضوء، إبان موكب التشييع، على كيم جونغ أون، نجل الزعيم الراحل والمرشح الأبرز لخلافته، ويتولى منصب نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية لحزب العمل الحاكم. وأثيرت تساؤلات إزاء قدرة الخليفة الشاب، ويعتقد أنه في أواخر العشرين من العمر، على تولي زمام السلطة في الدولة الشيوعية المنغلقة نظراً لصغر سنه وافتقاده الخبرة اللازمة. وقال هان بارك، بروفيسور الشئون العامة والدولية بجامعة جورجيا: "النظم سيسعي لضمان كيم جونغ أون، هذا الرجل الشاب كقائد شرعي." وتتم مراسيم تشييع الزعيم الكوري الشمالي دون مشاركة قادة دول أو وفود أجنبية، وعقب جون بارك، باحث في مركز بيلفر للعلوم والشئون الدولية بجامعة هارفارد إنه لم تتم دعوة رؤساء دول تحسباً للإحراج إزاء إمكانية رفضهم المشاركة. وأشار بارك إلى تقارير عن إمكانية مشاركة الرئيس الصيني، هو جينتاو في جنازة إيل بصفته السكرتير العام للحزب الشيوعي، وليس كرئيس. وكانت كوريا الشمالية قد أعلنت في 19 من الشهر الجاري عن وفاة إيل، الذي حكم الدولة الشيوعية منذ عام 1994، بعد يومين من وفاته، وفور الإعلان رفع الشطر الجنوبي حالة الطوارئ واستنفار قواته. ونقلت وكالة "يونهاب" الرسمية في سيؤول، أن إيل، 69 عاماً، توفى بسبب إصابته ب"نوبة قلبية". وأعلنت حكومة بيونغ يانغ، حالة الحداد الرسمي حتى 29 ديسمبر/كانون الأول الجاري. ويشار إلى أن إيل تولى السلطة عام 1994، خلفاً لوالده، كيم إيل سونغ، مؤسس الدولة الشيوعية، بعد وفاته بنوبة قلبية عن عمر يناهز 82 عاماً. وأثار الزعيم الكوري الشمالي الراحل برفضه التخلي عن برنامج نووي مثير للجدل وأسلوبه في حكم البلاد التي عمل على انعزالها عن الأسرة الدولية، استياء دولي، وسبق أن هدد نظامه ب"حرب نووية مقدسة" ضد كوريا الجنوبية.