اعتقلت أمس المخابرات السودانية الارهابي «ابونسيم واسمه الحقيقي معز الفزاني» أحد قادة تنظيم داعش، والذى أدين فى إيطاليا بتهمة القيام بأنشطة إرهابية، اكد السيناتور الايطالي «جياكومو ستوتشي» رئيس اللجنة البرلمانية تشرف على المخابرات الإيطالية، إلقاء القبض «علي الفزاني» تونسي الجنسية، والذي كان يقود مؤخرا عناصر تنظيم داعش بالقرب من ميناء صبراتة شمال غرب ليبيا. وكانت وزارة الداخلية التونسية قد أصدرت مذكرة اعتقال بحقه تتعلق بالاعتداء الإرهابي على متحف باردو في مارس 2015، الذي أودى بحياة 22 شخصا. وقالت المصادر إن أبونسيم قضى مرحلة طويلة من شبابه في إيطاليا التي وصلها عام 1989 وقاتل في أفغانستانوسوريا قبل انتقاله إلى ليبيا عام 2014، وفقا لأجهزة الاستخبارات. اختفى عن الانظار عام 1997 قبل ظهوره مجددا في باكستان وكان هدفه الانضمام إلى قوات أسامة بن لادن في أفغانستان. واعتقل ابونسيم على يد الجيش الأمريكي عام 2001، وسجن في معتقل باجرام. ثم تم نقله إلى إيطاليا عام 2009. وبعد تبرئته عام 2012 من تهم تجنيد ارهابيين، تم ترحيله إلى تونس عام 2012. وبعد ذلك بعام، صدرت إدانة في حقه غيابيا. لكنه في ذلك الوقت كان يقاتل في سوريا. وقالت صحيفة كوريري دي لا سيرا الإيطالية، إن المخابرات الإيطالية نجحت في العثور على أبونسيم الذي هرب من ليبيا في أبريل في أغسطس، الماضي بعد فشل الهجوم الذي نظمه باسم داعش على مدينة بن قردان، في الجنوب التونسي في مارس 2016، وهجمات متحف باردو، والمنتجع السياحي في مدينة سوسة في 2015، ونجحت أيضاً في إقناع السلطات السودانية باعتقاله لخطورته الكبرى، والتهديد الذي يشكله على السودان وإيطاليا معاً إذا نجح في مغادرة روما مطالبةً بتسليمه للسلطات الإيطالية، بعد أن صدر ضده حكم نهائي بالسجن، 5 سنوات و8 أشهر. ورغم أنه لم يتجاوز منتصف الأربعينات من العمر، إلا أن الفزاني يُمثل بالنسبة للمخابرات الإيطالية والأوروبية بشكل عام، صيداً ثميناً وكنز معلومات بحكم مسيرته الطويلة في عالم الإرهاب، منذ منتصف التسعينيات، وأكدت الصحيفة أن مسيرة الإرهابي الحافلة بالتناقضات بين البطالة والانحراف وتجارة الهيرويين، ثم التطرف فالإرهاب، جعلته أحد أخطر قادة داعش وقبلها القاعدة، وأبرز العقول المخططة للمنظمات الإرهابية، بفضل شبكة علاقاته الواسعة التي تسمح بالحصول على الدعم اللوجستي والمالي والسلاح وتزوير وثائق السفر، وهو ما أكدته السلطات الإيطالية التي تريد احتجازه لاستخراج ما لديه من معلومات، خاصة عن الشبكات الناشطة في أوروبا والتي عمل معها أو لفائدتها الفزاني، والخلايا النائمة التي ساهم في تأسيسها في إيطاليا، وألمانيا، وإنجلترا، وإسبانيا، وبلجيكا، وفرنسا، إضافة إلى الجزائر، وتونس، وباكستان، وأفغانستان.