وصل الفريق السودانى محمد الدابي إلى دمشق اليوم الأحد لرئاسة بعثة الجامعة العربية التي ستراقب مدى التزام سوريا بخطة السلام الرامية إلى وقف الحملة الأمنية المستمرة منذ تسعة أشهر لقمع الاحتجاجات والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 5000 شخص. وتزامن وصول الدابي مع تجدد العنف في مدينة حمص بوسط البلاد وبعد تفجيرين وقعا في دمشق يوم الجمعة الماضية وأسفرا عن سقوط 44 قتيلا. وعلى مدى أشهر شهدت سوريا اراقة دماء بصورة يومية حيث تحاول قوات الامن إخماد انتفاضة شعبية كانت سلمية في بدايتها ثم تحولت تدريجيا الى العنف ضد الرئيس السوري بشار الأسد الذي تتولى أسرته حكم البلاد منذ أكثر من أربعة عقود. وفي خطابه بمناسبة عيد الميلاد دعا البابا بنديكت السادس عشر - الزعيم الروحي لنحو 1.3 مليار كاثوليكي - الى وضع "نهاية للعنف في سوريا حيث أريقت دماء كثيرة." وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثلاثة اشخاص اخرين قتلوا اليوم الاحد في حمص حيث يقوم جنود تدعمهم الدبابات والعربات المدرعة بحملة منذ اسابيع. وأوضح المرصد ان مدنيا من هؤلاء قتل بالرصاص في حين توفي الاخران متأثرين بجراحهما. وأضاف المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ان 124 شخصا اصيبوا في القصف على حي بابا عمرو في حمص. واعرب معارضون للرئيس السوري عن تشككهم في جدوى البعثة العربية لمراقبة خطة السلام التي قالوا ان الاسد لن يحترمها في ظل تواصل القمع العنيف ضد المتظاهرين. وتلقي السلطات السورية باللائمة في اعمال العنف على "ارهابيين" اسلاميين يتلقون دعما من الخارج وتقول انهم قتلوا 2000 من قوات الامن منذ اندلاع الاضطرابات في مارس. وقال الدابي انه التقى بنبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية في القاهرة قبل مغادرته الى دمشق ووضع "خارطة طريق" لعمل بعثة المراقبين والتي وعد ان تتمتع بالشفافية.