اهتمت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم الاحد بالعديد من الملفات الساخنة على الساحة، ونشرت مقالات لكبار الكتاب تتحدث عن مكر النظام السوري ومساندة "القاعدة" له من اجل قمع الاحتجاجات، هذا فضلا عن الاهتمام بتطورات الاحداث في مصر والعراق. الجيش لن يرحمكم في مصر لاتزال قضية "الفتاة المسحولة" تشغل حيزا كبيرا من اهتمام الشارع، ويتساءل الكاتب مأمون فندي في مقال نشرته صحيفة "الشرق الاوسط" من الذي تعرى في مصر؟، متحدثا عن تعري اعمدة للمجتمع المصري بتعريه بطن تلك الفتاة. ويقول الكاتب: "تعرية بطن الفتاة عرت قصة "الشعب والجيش إيد واحدة" وعرت أيضا موضوع الجيش الذي حمى الثورة، إلا إذا كان هناك منطق آخر يدافع عما حدث؟ وأنا في انتظار الإجابة من أجل العلم والتعلم وليس من أجل تسييس الأمر وإحراز أهداف سياسية في شبكة جيش تشرفت بأن أكون أحد ضباط الاحتياط فيه في سيناء". بالطبع لم يكن يدرك هؤلاء الجنود أن كاميرات العالم كلها تصورهم وهي فوق رءوسهم كالطير، ولا يدركون كيف أنهم أحرجوا قادتهم أمام العالم وأمام مجتمعهم، ولم يكونوا مقدرين لأبعاد وتبعات ما حدث، فهم في النهاية جنود مدربون على ملاقاة العدو وأن أي أحد على الجبهة الأخرى هو عدو حسب عقيدتهم العسكرية، فمن الذي ورطهم وورط نفسه في أن يصور لهم أن أبناء وطنهم ووطنيتهم هم الأعداء؟ هذا السلوك يحتاج إلى سنين من العلاقات العامة لإعادة صورة الجيش على ما كانت عليه كرمز للشرف المصري والانضباط، كما أن سلوكا كهذا وبحيادية تامة له دلالات سياسية كبرى، فالرسالة التي أرسلها هذا السلوك والتي ستبقى في الذهنية المصرية لفترات طويلة، هي احذروا الجيش، لأنه إن تمكن منكم فلن يرحمكم. حريق الذاكرة اما د/ سلطان بن محمد القاسمي اكد في مقال له نشرته صحيفة "الخليج" الاماراتية تحت عنوان "حريق الذاكرة استعداده لإعادة بناء المجمع العلمي المصري على نفقته الخاصة وتزويده بالكتب والمخطوطات التي احترقت". ويقول الكاتب "في السابع عشر من ديسمبر/ كانون الأول الجاري شاهدت كما شاهد الملايين على التلفاز ألسنة اللهب وهي تخرج من مبنى أثري مهم أعرفه جيداً، وحوله صبية يرمونه بالحجارة وزجاجات المولوتوف . وسمعت المذيع وهو يردد المجمع العلمي المصري يحترق فأصبت بحزن شديد وانفعالات كثيرة تداخلت جميعها في اللحظة نفسها . . دهشة واستغراباً وخوفاً وحزناً وأيضاً حيرة: دهشة . . أن المبنى يحترق ولا أحد يحاول إطفاء النار فيه كيف؟ ولماذا؟ واستغراب . . من استهداف هذا المبنى العلمي بالذات . وخوف . . على الكنوز العلمية أن تأتي النار عليها . وحزن . . على تلك النفائس العلمية وهي تعرض محترقة على شاشة التلفاز . وحيرة . . أنني لم أستطع التحدث مع القائمين على ذلك المجمع . دعم القاعدة وفي الشأن السوري نشرت "الشرق الاوسط" مقالا للكاتب طارق الحميد تحت عنوان "القاعدة تساند الاسد"، مشيرا الى سرعة اتهام النظام الاسدي للقاعدة حول التفجيرات التي استهدفت مراكز امنية وسط العاصمة دمشق، متسائلا هل هذه تمثيلية من النظام ام ان القاعدة قررت دعم الاسد. ويقول الكاتب: "فمن الغريب أن تعلن واشنطن الخميس الماضي، أي قبل تفجيرات دمشق بيوم، عن رصد مكافأة مالية ضخمة قدرها عشرة ملايين دولار لمن يدل على أكبر ممولي القاعدة اليوم - وهو سوري الجنسية ويقيم بإيران، البلد الذي يدعم بشار الأسد علنا وبالسر، ويكفي أن هناك خمسة مختطفين إيرانيين بسوريا تقول المعارضة إنهم قناصون - ثم بعد ذلك يقول النظام الأسدي إن القاعدة هي من تقف خلف تفجيرات دمشق! وهنا الأسئلة عديدة، ومستحقة، ويجب على كل عاقل أن يطرحها على نفسه، فلماذا لم تتحرك القاعدة إلا يوم وصول المراقبين العرب لدمشق؟ وكيف استطاعت القاعدة الوصول إلى المواقع التي وصلت إليها بدمشق، وهي، أي العاصمة السورية، مقطعة إلى مربعات أمنية، ولا تتحرك فيها مظاهرة واحدة إلا قمعت أشد قمع، فكيف تحركت "القاعدة" هناك بكل سهولة؟. عاصمة الكوميديا وتحت عنوان "مسرحيات دمشق" أشار الكاتب عبدالرحمن الراشد في مقال له نشرتها "الشرق الاوسط" الى مزاحات البرامج التليفزيونية الساخرة، مشيرا الى ان السياسة الجادة اصبحت ساخرة اكثر من برامج الكوميديا. ويقول الكاتب "ففي اليوم الذي يفترض أن تصل فيه طلائع المراقبين العرب إلى دمشق، فجأة وقع انفجاران استهدفا أكثر الأماكن تحصينا، مركزين أمنيين، وخلال دقائق أعلنت السلطات أنها قبضت على المدبر، فكان ذلك أسرع عملية ضبط في تاريخ العمل الجنائي، وبعد الانفجار بعشرين دقيقة كانت توزع الصور على الجميع!".دمشق عاصمة الكوميديا والدراما؛ حيث ياسر العظمة ودريد لحام وجمال سليمان. وصارت دمشق أيضا عاصمة الكوميديا السياسية؛ فرئيس الوزراء الزعبي انتحر بثلاث رصاصات، اثنتين في الجدار وواحدة في الرأس، يعني لو كانت نملة ربما نصدقها. واضاف" المجلس العسكري في مصر مسرحياته أفضل أداء قليلا من نظام دمشق. مع أن بعض المتظاهرين، الذين اتهموا بجريمة حرق المجمع العلمي، قالوا إنهم أحرقوه لأنه فيه ناس بترمي طوب عليهم من سطحه، إلا أن المجلس العسكري أيضا روى روايات إضافية ليؤكد براءته وهو لم يكن بحاجة إليها؛ فالصور كثيرة تدل على أن الفاعلين من صغار الشباب. يمكن أن أصدق رواية في سيناء جماعات جهادية إرهابية، لكن أستبعد رواية أن في 25 يناير (كانون الثاني) المقبل مؤامرة تدبر لإحداث فوضى، كما يقول المجلس؛ لأن البلد أصلا في حالة من الفوضى. ويستحيل أن أصدق مبررات العسكر والمحسوبين عليهم؛ ينكرون أنهم مَن ضرب البنت المتظاهرة في الشارع، قالوا إنها لقطات مزورة، وإن البنت متواطئة، بدليل عباءتها وملابسها الداخلية!