لم تكن المرة الأولى التى يظهر أحد المسئولين والرموز العامة على شاشات الفضائيات متحدثا عن قيمة تكلفة معيشة المواطن المصرى، والتى قال اللواء أبو بكر الجندي، رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة إن المواطن المصرى يحتاج 322 جنيهًا شهريًا للعيش على قيد الحياة، وهو ما يعود بنا إلى تصريحات النائب البرلماني، عاطف مخاليف والذى أكد أن المواطن المصرى يستطيع أنّ يكلف وجبة إفطاره ب(جنيه واحد)، وهو ما اثار جدلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي. وفى نوفمبر 2015 قال المستشار أحمد الزند، وزير العدل فى ذلك الوقت ان « المصرى ما بيهموش حاجة، لو معاه فلوس يصرف 2000 جنيه فى اليوم ولو مش معاه يقدر يعيش ب2 أو 3 جنيهات ولا تفرق معاه أى حاجة خالص»، وضمن حالة الهستيريا لتحديد هامش مصروفات للمصريين قالت الفنانة فيفى عبده فى إحدى لقاءاتها إن المواطن يستطيع العيش ب5 جنيهات فى اليوم. ردًا على هذه الحالة التى تتكرر بين الحين والآخر وجه مواطنون رسالة غاضبة لكل من ينصب نفسه محددا قيمة مالية تكفى حياة الشعب، قائلين « اصرفوا علينا انتم ونشوف هتقدروا تكفوها ازاى». حيث اعتبر مصطفى حسين موظف « لديه 3 أبناء» أن مبلغ 322 جنيها أو خمس جنيهات فى اليوم أو جنيه للإفطار إنه كلام لا أساس له من الصحة موجها رسالة إلى «الجندى»: «تقدر إنت تعيش بهذا المبلغ ؟، مضيفا» لا يوجد أى اهتمام بالمواطن المصرى مطلوب تحقيق العدالة الاجتماعية لنشعر بالحياة والصحة أيضًا وإلغاء الدروس الخصوصية من خلال الاهتمام بالتعليم لتوفير نفقات الطعام وضبط الأسعار حتى نصل إلى ما يقوله كبار رجال الدولة من مستوى معيشة بجنيهات قليلة " «الناس دى مش عايشه معنا» وهذا بحسب محمود الكيلانى الذى يعول 3 أبناء، قائلاً: «يكفى القول إن رغيف خبر بالفول يكلف 2 جنيه ونصف الجنيه، وأضاف «يكفى اسرتى كى نعيش حياة كريمة وتعليم حكومى وطعام بلا لحوم نحو 2500 جنيه ونحتاج أحيانًا إلى السلف من الأصدقاء». ووجه الكيلانى حديثه إلى «الجندى» قائلاً: «ال300 جنيه يادوب سجايرك احنا فين والمسئولين فين». ويرى محمود الجندى الذى يعول طفلين أن مبلغ ال300 جنيه لا يكفى طفل من أطفاله الصغار، ومتوسط ما يحتاج نحو 1500 جنيه ويحتاج لمبلغ آخر لاستكمال باقى الشهر، قائلاً: «فى ظل غلاء الأسعار وتوحش التجار وغياب رقابة الحكومة نحن فريسة للفقر بامتياز، بينما رفض أحد المواطنين الحديث فى هذا الشأن قائلاً: «لو الكلام يصلح الحال كنا اتكلمنا من زمان، فلم يسلم سائق التو كتك من الانتقادات لمجرد تعبيره عن أوجاعنا وضيق حالنا». «لو هذا المسئول يقدر يعيش بهذا المبلغ ويرضى يكون ضمن هذا الحد الأدنى فلا مانع من قبول تصريحاته» وهذا بحسب عبدالله محمود الذى استشاط غضبا بمجرد حديثه عن المصروفات الشهرية واليومية، مضيفا «لدى 3 أولاد وزوجتى لا يكفينا 20 جنيها للإفطار وكل شيء أصبح عرضه للغلاء وفى النهاية نفاجئ بتصريحات مستفزة تجعلنا ناقمين على الحياة لعدم شعور أحد بنا. لقد فاض الكيل». وحول مطالبه من الحكومة كى يستطيع تلبية احتياجات أسرته قال «لا احتاج منهم غير السكوت ويسيبونا فى حالنا، وإذا سألت فاسأل الناس». «ليه هنأكل تراب» هى الجملة الأولى التى ردت بها الحاجة عزيزة جلال مضيفة «بالعقل كدة كيف أدبر مصروفاتى لتكون 322 جنيها فى الشهر ورغيف العيش ضئيل الحجم عديم الجودة أصبح ب75 قرشا». وقالت «عزيزة»: «أطالب من أى شخص تحدث عن تكلفة حياة المصريين تعالى امسك مصروف البيت وشوف هتأكلنا وتشربنا وتعلمنا ازاى.. أرجوكم كفانا فلسفة ففى بعض الأحيان اذهب للسوق بال300 جنيه ويتم صرفهم على الطعام فقط..على الحكومة أن تعلم إننا صابرون لكن لا داعى للتضييق على الشعب حتى لو بتصريحات من هذه العينة».