رفض رجال دين وعلماء الشريعة ما قام به المتظاهرون أمس الثلاثاء من أعمال تخريبية وما ترتب عليها من تلف للممتلكات وقتل بعض المتظاهرين ورجال الشرطة، مجمعين على أن مثل هذه الأفعال لايرضى عنها الدين ولاالشرع ولم تقرها السنة النبوية. وقال الدكتور الشحات الجندي الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الشرع أجاز لنا التعبير عن الرأي وكفل لنا وسائل للتعبير عنه، هو ألا يترتب على إظهار الغضب ورفض الفساد والظلم ضرر أو إتلاف للممتلكات العامة، ولا يؤدي إلي فساد في الأرض لأن الله سبحانه وتعالى لايحب المفسدين. واتفق معه الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر بقوله، إن الشرع عندما أباح لنا حرية الرأي والتعبير عنه كان ذلك بشروط معينة ومن خلال قنوات شرعية متمثلة في الانضمام للأحزاب أو الإعلان عن الرأي من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وغيرها من وسائل أخرى مثل شبكة الإنترنت. وأوضح أن نزول الشارع والقيام بهذه التصرفات مرفوض، لأنه يؤدي إلى خسائر بالأرواح والممتلكات العامة، وتعطيل لمصالح آخرين لاذنب لهم ولا إرادة، وقد لايكون لهم أي توجه سياسي. وأوضح أن الرسول "صلى الله عليه وسلم" حث على إعطاء الطريق حقه بإماطة الأذى عنه، متسائلا: "فماذا لو كان المسلم أو الإنسان الذي يجب أن يميط الأذي هو من يمثل الإيذاء نفسه؟"، مشددا على أن مثل هذه الأفعال حرام ولايرتضيها شرع ولادين. وقال عطية إن ما وقع من قتلى من المتظاهرين أمرهم راجع إلي الله ولا ينطبق عليهم لفظ شهداء لأن الشهيد حدده الشرع في مواطن معينة وله شروط خاصة به، ولا يعتبر القتلى بسبب التزاحم شهداء، ومن يقول إنهم شهداء يؤدي إلى مزيد من القتلى والتناحر، لأن الله تعالى نهى عن التزاحم في الحج بأن قال لمن لايستطيع الوصول للكعبة أن يشير إليها فقط، فماذا لو كان هذا التزاحم يؤدي إلى هلاك النفس. ويرى الشيخ يوسف البدري عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن الله تعالى نهى عن مثل هذه التصرفات التي سعى إليها الشباب دون وعي منهم، لأن القاعدة الفقهية تقول أي فعل يقود للحرام فهو حرام وبالتالي فإن ما يؤدي إلى هلاك النفس واعتقال الشباب والنساء وسفك الدماء ووقوع القتلي وفساد الممتلكات العامة فهو بالطبع حرام ولايرضى عنه دين. على خلاف ذلك، دعت جبهة علماء الأزهر المصريين إلى الخروج للمظاهرات قائلة "اخرجوا فلن تكونوا أبدا نملا..فالنمل وحده هو الذي قبل من النملة نصيحتها بدخول الجحور خشية أن يحطمها جيوش الغادرين". وطالبت الجبهة في بيان لها الأربعاء المتظاهرين بالخروج "ليسمع الظالمون صوتهم وليبرئوا ذمتهم أمام الله تعالي الذي لا يقبل عذرا من متخاذل في مثل تلك المواقف". وأضاف البيان "أنه لولا مافرض علينا من المطاردات التي ألجأت من ألجأت منا لمفارقة الأوطان، وتضييق ألزم البيوت، وأسنان تقدمت، وعظام علي الزمان والنازلات قد وهنت، لرأيتمونا في الطليعة ومقدمة الركب نأمر بالمعروف، وننهى عن المنكر، درءا للشرور التي استفحلت". وتابع" اخرجوا علي نية الأخذ علي يد الظالم قبل أن يخرج غيركم ممن لا يرقبون إلاً ولا ذمة من ملاحدة وشيوعيين، اخرجوا فدخول الجحور غير جائز لغير النمل ، اخرجوا وانفروا علي وعد الله لكم، وتصديقا به، وإيمانا برسوله صلي الله عليه وسلم ،واخرجوا وانفروا فماذا تنتظرون وماذا تأملون، بعد أن نزفت الكرامة واستبيحت المحارم، واسترخصت الدماء، وانتهكت الأعراض، وزورت الإرادة، وكذب القادة، وتحروا الكذب تحريا كانوا فيه عند الله من الكاذبين. وتساءل البيان: "ماذا تنتظرون بعد أن نطق فيكم الرويبضة، وسيق الأبرار إلي السجون، وطورد العلماء والمفكرون كل مُطرَّد، وخُوِّن الأمين، وائتمن الخائن، وصار فينا المعروف منكرا، والمنكر معروفا، حتى حُرِمت الأمة من خيراتها وأقواتها وكنوزها، فسرق ذلك كله استرخاصا واستهانة ليمد به اليهود، إعانة لهم على جرائمهم في المسلمين المستضعفين في غزة والضفة وعرب 48 وغيرهم، وذلك بعد أن حوصر المستضعفون منهم، وبعد أن أحيط بهم بأيدي الظالمين منا مجاملة منهم للمجرمين.