كنا ننتظر من المجلس العسكري أن يكشف لنا المحرضين والمتورطين في أحداث قصر العيني.. كلنا تشوقنا إلي معرفة الأشخاص الذين يخططون لحرق وتدمير الوطن، رأينا وشاهدنا من خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد صوراً وتسجيلات لعدد من الأشخاص لا علاقة لهم بالصور، بلطجية وأطفال شوارع اعترفوا أنهم قبضوا ثمن الحرق الذي أحدثوه في المنشآت العامة، خاصة المجمع العلمي الذي شاهدناه يحترق ويبكينا جميعاً، بينما يرقص أحد البلطجية أمامه ويشير بعلامات النصر، كنا ننتظر أن نعرف الأيادي الخفية واللهو الخفي المسئول عن أحداث ماسبيرو وشارع محمد محمود، وكذلك مجلس الوزراء ولكن للأسف الشديد جاء ظننا مخيباً لأننا مازلنا نبحث عن هذا اللهو الخفي. ما الذي يخيف رجال الداخلية ما داموا نزلوا إلي الشارع ورحب بهم المواطنون وعادت إليهم الثقة مرة أخري، فإذا كان الوضع قد استقر في القاهرة قليلاً بعيداً عن شارع قصر العيني وأحداثه فإن الأمن في المحافظات مازال غائباً، حيث رجال الشرطة في سبات عميق.. ففي طريق عودتي إلي بلدتي بالمنوفية أري مدينة القناطر الخيرية في حالة يرثي لها، تكدس علي كوبري القناطر وتجاهل من رجال المرور، باعة جائلين يفترشون عرض الطريق ولا حياة لرجال الشرطة، مواقف خاصة في نهر الطريق ولا وجود لرجال المرور.. ناهيك عن الأمن النائم في المنوفية, خاصة في مدن المحافظة، وعندما تسأل أي مسئول يقول لك طلبت منا المديرية ألا نحتك مع المواطنين. وإذا كان وزير الداخلية نجح في ضبط إيقاع الأمن في القاهرة فإننا نرجوه ونأمل أن يجتمع بمديري الأمن في المحافظات حتي يتحركوا ويستيقظوا من السبات العميق الذي مازالوا يعيشون فيه حتي الآن، حتي نقول للداخلية تعظيم سلام في المحافظات كما قلنا لهم نفس التحية في القاهرة.. وبرافو الوزير محمد إبراهيم يوسف الذي ذكرنا بأيام اللواء المحترم أحمد رشدي أطال الله في عمره. أرجوكم لا تحرقوا مصر ولا تبحثوا عن مصالحكم الشخصية.. كلام أوجهه إلي الذين يشعلون الفتنة في الفضائيات علي جثة الشعب المصري.