أكدت صحيفة (هاآرتس) الإسرائيلية أن الجيش فشل في حماية تاريخ مصر, مشيرة إلى أن فقدان مخطوطات تاريخية لا تقدر بثمن في الحريق الذي اندلع في المجمع العلمي بالقاهرة, وسط اشتباكات بين الجيش المصري والثوار, يذكرنا بنهب المتحف الوطني في بغداد بعد دخول القوات الأمرييكية للعراق عام 2003. وأشارت الصحيفة أن إحراق المعهد العلمي للبحوث، الذي أسسه نابليون بونابرت عام 1798، نتج عن فقدان قوات الجيش لسيطرتها على عمليات إطلاقه للنار، فضلا عن مشاعر الشعب المختلطة من الإحباط والغضب ضد الجيش, في حين أن الحريق لم يكن هجوما متعمدا على إحراق المؤسسات الحكومية من قبل المعارضين للنظام القديم كما يؤكد البعض. وأضافت الصحيفة أن الشعب تغيرت نظرته للجيش بعد فقدان سيطرته على حماية تاريخ مصر, وأصبح ينظر إليه باعتباره عدوا للثورة, بعد أن كان حامي الثورة. وأوضحت الصحيفة أن القوة الليبرالية العلمانية ترى ضرورة التعاون مع القوة الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين, الكيان المنظم, لاستعادة الطريق الصحيح للبلاد بعد أن عجز الجيش في إدارة شئون البلاد وارتكابه أخطاء جسيمة, بالرغم من أن مخاوفهم التي تزايدت بعد صعود جماعة الإخوان المسلمين بنسبة 40% في مرحلتي الانتخابات. وأوضحت الصحيفة أن الجيش تحول إلى لاعب سياسي رئيسي والقوة المسئولة عن اندلاع أعمال شغب, بدلا من بقائه خارج النطاق السياسي والقيام بدوره الرئيسي في حماية الأمن العام. وأكدت الصحيفة أن الجيش يجد صعوبة في إدارة العملية السياسية وخصوصا بعد نجاح الإخوان المسلمين، وتعاونهم جنبا إلى جنب مع الأحزاب السياسية في البرلمان، مؤكدة أن ذلك سيزيد من سلطتهم في إدارة البلاد. وأشارت الصحيفة إلى الجيش اتخذ بعض الخطوات التي جعلت المصريين يتهمونه بمحاولة تقويض الثورة, مثل إعلان بيان للمبادئ الدستورية الذي أثار جدلا واضحا بين المصريين، وإنشاء مجلس استشاري يهدف إلى التخلص من أي تأثير لجماعة الإخوان في كتابة الدستور والاحتفاظ بالسلطة التشريعية والتنفيذية في يد المجلس العسكري. وأضافت الصحيفة أن الأشهر الستة القادمة تمثل فترة حرجة من شأنها تحديد وضع الأحزاب والحركات السياسية في مصر، جنبا إلى جنب مع دور الجيش في دولة ما بعد مبارك.