مازالت حالة من الغضب تسيطر على نساء مصر بسبب تصريحات النائب إلهامى عجينة عضو مجلس النواب، الذى طالب فيها بإجراء كشف عذرية على الطالبات قبل دخول الجامعات كشرط لقبولهن، مؤكدًا أن هذا كان مجرد اقتراح منه للرد على سبب انتشار ظاهرة الزواج العرفى فى مصر. وهو الأمر الذى أثار حالة من الاستياء نظرًا لإهانته فتيات مصر، كما تناولته الصحف العاليمة. وفى خطوة جديدة من جانبه تراجع عجينة فى تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» كتب خلالها: «بسم الله الرحمن الرحيم.. أنا باعتذر عن الإشاعات اللى انتشرت عن كشف عذرية البنات فى الجامعة أنا مقلتش كدا والموضوع كان عبارة عن صحفى بيسأل عن سبب زيادة حالات الزواج العرفى فى المدارس والكليات وإيه دور الحكومة فاقترحت الموضوع ده وكان مجرد اقتراح ولم أتقدم بمشروع قانون بهذا الشأن». يذكر أن النائب قال: «أى بنت تدخل الجامعة لازم نوقع عليها الكشف الطبى لإثبات أنها «آنسة»، وكذلك ينبغى أن تقدم كل بنت مستندًا رسميًا عند تقدمها للجامعة بأنها آنسة، وذلك من أجل القضاء على ظاهرة انتشار الزواج العرفى فى مصر». وفى نفس السياق أكد عدد من النائبات البرلمانيات وناشطات بحقوق المرأة أن اعتذار عجينة مرفوض ولابد من عقاب وإجراء برلمانى ضده، لافتات الى أنه لم يهن مجلس النواب الذى يمثله أو بنات مصر فقط وإنما أهان الشعب المصرى بأكمله وخاصة بعدما تناقلته وسائل الأنباء العالمية والتى تسببت فى تشويه صورة مصر الخارجية. وأكدت النائبة سوزى عدلى ناشد أن اعتذار «عجينة» غير مقبول لانها مسألة متكررة وبالتالى لابد من الحساب والعقاب ، قائلة «لا اعرف كيف يفكر هذا النائب دائمًا ما يلجأ لتصريحاته المستفزة ويصر على تكرارها ولا تحتسب زلة لسان». واضافت «ناشد»: «هو يسيء للبرلمان بشكل عام ولابد أن يعى أنه عندما يكون نائب الشعب فهذه التصريحات تسىء للشعب المصرى كله وليست نساء مصر فقط ولابد من تحويله للجنة القيم والتحقيق معه حتى لا يدلي بمثل هذه التصريحات مرة أخرى، مؤكدة أن النائبات وقعن على مذكرة للتقدم بها لرئيس المجلس خلال الجلسة العامة المقبلة حتى يكون هناك موقف ضده». وهو ما اتفقت معه النائبة الوفدية شادية ثابت قائله «تصريحاته فى غير محلها لأن مصر هى بلد الأديان والأخلاق وشعبها متدين بطبعه ولديه تحفظات ورقابة نفسية على تصرفاته، وفتيات مصر عفيفات. وأضافت «وهذا الكلام لا يسىء للمجلس فقط ولكن لمصر لدرجة أن الصحف العالمية تناولته». وأوضحت «ثابت» أن هذه الأزمة ستتم مناقشتها اليوم بمجلس النواب ولابد من اتخاذ إجراء لأن الاعتذار وحده لا يكفى ويجب أن يعلم هذا النائب وغيره مسئوليته فهو يعبر عن مصر ويقع تحت بؤرة الضوء». وأضافت النائبة البرلمانية عبير تقبية أن «عجينة دائم الإهانة للمرأة وهو ما وضح تحت قبة البرلمان من خلال علاقته بزميلاته وتصريحاته المستفزة لهن منذ بداية انعقاد المجلس وحتى الآن فلن نقبل باعتذاره لأنه اهان المرأة المصرية هذه المرة وليست نائبات مصر». وقالت تقبيه «اتذكر موقفًا بيننا حين اهاننى قائلاً مش عيب تبقى عندك 30 سنة وتوزنى 34 راجل» وهو ما قابلته بالصمت. ومن ناحية أخرى هو يلجأ للتصريحات المثيرة كى يثير الرأى العام من أجل الشو الإعلامى. ولفتت إلى أن هناك مذكرة تم توقيعها من نائبات المجلس وسيتم تقديمها اليوم للدكتور على عبدالعال رئيس النواب، وتوقعت أن يتم تحويله للجنة القيم طبقا لمطالبة المذكرة بذلك وليكون هناك ردع لمن يفكر فى تكرار تلك التصريحات المهينة. يذكر ان عجينة قد أثار جدلًا مسبقا بسبب تصريحاته المتعلقة بالمرأة ومن بينها مطالبته نائبات البرلمان بالاحتشام فى ملابسهن، إضافة إلى منع «القبلات» بين النائبات، فضلا عن تصريحات ختان الإناث والضعف الجنسى.