"من الإسكندرية إلى طنجة المد الإسلامى يجتاح البحر المتوسط وشمال إفريقيا"، هكذا بدأ تيرى أوبرليه الكاتب السياسي تحليله لنتائج الربيع العربى فى صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية . فبعد فوز النهضة فى تونس والعدالة والتنمية فى المغرب تحقق الأحزاب الإسلامية نصرا ساحقا فى الانتخابات المصرية، فالثورات التى فتحت الباب للديمقراطية أتاحت أيضا للجماعات والحركات التى كانت ممنوعة من ممارسة النشاط السياسي الظهور على السطح. وقال:"إنه إذا فاز الإخوان فى النتائج النهائية للانتخابات التشريعية سيكون عليهم إنشاء حكومة ائتلافية مع السلفيين "حزب النور" الذى يسعى لإنشاء دولة طبقا للشريعة الإسلامية، معتبرا أن الإخوان يسعون لطمأنة العلمانيين والأقباط، معتبرا أنه إذا ازدادت قوة السلفيين سيجعلون من القاهرةكابول الطالبانية . وأضاف:"أما الإخوان المسلمين فقد تجاوزوا الحدود وصولا إلى بنغازى فى محاولة للتعاون باعتبارها المدينة التى بدأ بها التمرد على النظام الديكتاتورى للعقيد القذافى وذات طابع حديث عن المدن الليبية الأخرى . وفى الجزائر حيث يميل الإسلاميون بها إلى اعتناق المبادئ الجهادية بدأ الرئيس الجزائرى فى إجراء إصلاحات سياسية هادئة فى نظام مستمر منذ 50 عاما بحجة مرض الرئيس. واعتبر أوبرليه في مقالته أنه إذا نجح المسلمون المحافظون من حركة مجتمع من أجل السلام والذين يشاركون فى الوزارات المختلفة منذ سنوات فى تحقيق نتائج ساحقة فى الانتخابات التشريعية القادمة فى مايو 2012 بما يضاعف أعضاء وزرائها فى الحكومة القادمة، والجزائريون يراقبون عن كثب تجارب الدول المجاورة مع الإسلاميين قبل اللحاق باتحاد المغرب الإسلامى . وأضاف لا يملك القادة التونسيون بحزب النهضة ولا زعماء حزب التنمية والعدالة فرصة تكوين حكومة وحدهم مثل الإخوان المسلمين، وسيضطرو لتكوين تحالفات مع أحزاب بعيدة تماما عن فكرهم وعليهم بالرغم من اختلافاتهم مواجهة الأزمات الاجتماعية وحل مشاكل الدولة السياسية والاقتصادية والتعامل مع مجتمع علمانى فى تونس ومع الملك فى المغرب. واختتم مقالته ستحدد الأيام القادمة ما إذا كانت الثورات أو الإصلاحات السياسية حققت ربيعا أم خريفا عربيا.