عواصم العالم وكالات الأنباء: تحدي المتظاهرون في تونس حظر التجول الليلي، وأحاطوا بمقر رئاسة الوزراء وقرروا الإقامة أمام المقر سعيا إلي دفع الحكومة لاستقالة الحكومة بسبب ضمها عددا من رموز الحقبة الماضية. وتواصل توافد المتظاهرين إلي العاصمة من مختلف أنحاء تونس في وقت يستعد فيه قطاع التعليم الثانوي إلي الإضراب اليوم في تحد لقرار وزارة التعليم في الحكومة المؤقتة بمعاودة الدراسة. واشارت مصادر إلي أن الشرطة التونسية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق حشد من المحتجين المطالبين بإسقاط الحكومة المؤقتة في تونس، والذين بادروا إلي إلقاء حجارة وقوارير بلاستيكية علي عناصر شرطة مكافحة الشغب. وأوضح الوزير المستقيل عضو الاتحاد العام للشغل التونسي عبدالجليل البدوي أن الاتحاد يجري اتصالاته مع رئيس الدولة المؤقت فؤاد المبزع بخصوص إعادة تشكيل الحكومة، وليس مع الوزير الأول محمد الغنوشي، مشيرا إلي أن هناك أزمة ثقة عميقة بين الاتحاد والوزير الأول. و أعلن نبيل هواشي عضو النقابة العامة للتعليم الابتدائي ان الاضراب المفتوح الذي دعت اليه النقابة يسير بشكل جيد في عدد من المناطق التونسية، رغم انه ليست لدينا حتي الان صورة كاملة عن كافة الجهات. وأضاف: أنه تم التأكد من نجاح الاضراب في ولايات مدنين وتطاوين والمهدية والقصرين. وندد الهواشي بمحاولات الوزارة ارباك الاضراب بالادعاء انه اضراب سياسي واثارة الاولياء علي المدرسين، مضيفا ان هذا اعتداء علي الحق النقابي. وأكد عدم وجود مشكلة مع الحكومة برمتها بل مع رموز النظام البائد، مضيفا أن النقابة تتماهي مع مطالب الشعب التونسي. واشار إلي أن الاتحاد العام التونسي للشغل لا يمكن ان يتخلي عن الشعب في سعيه لدك ما تبقي من النظام البائد للرئيس السابق زين العابدين بن علي. وكانت الحكومة الموقتة قد قررت استئناف الدراسة أمس في التعليم الابتدائي غير ان النقابة دعت الي اضراب مفتوح للاحتجاج علي وجود رموز من حكومة بن علي في الحكومة المؤقتة. واضرب معلمو مدرسة في وسط العاصمة، وكان عدد الاولياء كبيرا في مدرسة شارع مرسيليا وبعد التحاور مع المدرسين اختار الاولياء العودة باطفالهم الي المنزل. وفي المروج بالضاحية الجنوبية للعاصمة اصر بعض الاولياء لدي المدرسين علي تدريس ابنائهم منددين بما اعتبروه اضرابا سياسيا وذلك قبل اعادة اطفالهم الي البيت، وتكرر السيناريو في بنعروس ومقرين بالضاحية الجنوبية للعاصمة. وأكدت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية في اتصال هاتفي مع رئيس وزراء الحكومة الانتقالية في تونس محمد الغنوشي دعم الإدارة الأمريكية مسار تونس نحو مجتمع أكثر ديمقراطية. وأوضح بيان أصدرته الخارجية الأمريكية أن كلينتون أعربت عن الدعم المتواصل لشعب تونس في طريقه إلي مجتمع أكثر ديمقراطية، مشيرة إلي أن المؤشرات المتوافرة تدل علي أن الحكومة الانتقالية التونسية تحاول أن تكون منفتحة وتسعي أن تكون قطاعات كثيرة في المجتمع التونسي لها صوت. وأشادت كلينتون بالخطوات الأولي التي اتخذتها الحكومة الانتقالية لبدء التحقيق في قضايا الفساد والانتهاكات السابقة في سبيل العمل نحو إصلاح سياسي، وأثنت علي ما أعلنه الغنوشي بشأن إجراء انتخابات مفتوحة وحرة وذات مصداقية خلال ستة أشهر. وجددت كلينتون التأكيد أن الولاياتالمتحدة تقف جاهزة لمساعدة الشعب التونسي لمواجهة التحديات المقبلة. واوضح وزير الهجرة الكندي جايسون كيني ان الافراد في عائلة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي الذين وصلوا في الايام الماضية الي مونتريال حاصلون علي اقامة دائمة في كندا ما يمنحهم الامتيازات نفسها تقريبا للمواطنين الكنديين. واضاف علي هامش تجمع في اوتاوا نظمه الحزب المحافظ لرئيس الوزراء ستيفن هاربر: ان بعض افراد عائلة بن علي الذي اطاحت به ثورة شعبية مقيمون دائمون وبالتالي لهم الحق في ان يكونوا في كندا. وكانت وزارة كيني قالت في وقت سابق ان بن علي والاعضاء الذين تمت الاطاحة بهم من النظام التونسي السابق واقرباءهم غير مرحب بهم في كندا. ومنذ اعلان صحيفة "لوجورنال دو كيبيك" السبت الماضي عن وصول احد اشقاء زوجة بن علي برفقة زوجته وولديهما ومدبرة منزلهما، يسود شعور بالاستياء لدي الكنديين الذين لا يتفهمون سماح بلادهم لاعضاء في النظام المخلوع باللجوء الي كندا. ونقلت اذاعة كندا عن مصادر حكومية ان الطائرة الخاصة التي حطت في مطار مونتريال - ترودو كانت تقل بين 5 و10 افراد في عائلة بن علي. وتظهر اوتاوا مع ذلك تكتما حذرا في القضية، مؤكدة المعلومة التي نشرتها الصحيفة من دون الخوض في التفاصيل. كما لم يتم تحديد هوية الافراد في عائلة الرئيس التونسي المخلوع لان ليلي طرابلسي زوجة بن علي لديها اشقاء عدة. وكان بن علي فر الي السعودية بعد ثورة شعبية اطاحت به. وقامت دول اوروبية عدة بتجميد ممتلكاته وممتلكات عائلته التي ازدادت ثروتها بشكل كبير ابان فترة حكمه.