يستقبل الرئيس الأميركي بارك أوباما اليوم الإثنين رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى، قبل ثلاثة أسابيع من موعد انسحاب القوات الأميركية من العراق، لفتح صفحة جديدة بين بلدين تأثر كلاهما كثيرا باجتياح 2003. ومن المقرر أن يتباحث المالكي الذي يقوم بثالث زيارة إلى الولاياتالمتحدة منذ توليه السلطة في مايو 2006، مع أوباما في المكتب البيضاوي قبل ان يعقد معه مؤتمرا صحفيا بعد ساعة ونصف. وأعلن الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني ان أوباما والمالكي "سيبحثان في سحب القوات الاميركية من العراق وجهودنا الرامية الى فتح صفحة جديدة في الشراكة الاستراتيجية الواسعة بين الولاياتالمتحدة والعراق. ويتوجه القائدان بعد ذلك الى مقبرة ارلينجتون جنوبواشنطن للترحم على ارواح نحو 4500 جندي اميركي قتلوا في العراق منذ بداية حرب خلفت اكثر من مئة الف قتيل مدني ونحو عشرين الف جندي عراقي. واطاح اجتياح العراق الذي قاده الرئيس الجمهوري جورج بوش بدون تفويض من الاممالمتحدة، في مارس 2003 بنظام صدام حسين الذي كان يشتبه في ان لديه ترسانة من اسلحة الدمار الشامل تبين بعد ذلك عدم وجودها اطلاقا، واعدم صدام في ديسمبر 2006. ويتوقع ان يشدد الرئيس اوباما الذي سيترشح لولاية ثانية في انتخابات نوفمبر 2012، اليوم الاثنين على انه وفى بالوعد الذي قطعه خلال الحملة الانتخابية في 2008 بسحب القوات الاميركية من العراق والذي كان اصلا متضمنا في اتفاق ثنائي تم التوقيع عليه قبل ان يتولى مهامه. وانتقد الرئيس الديموقراطي بشدة تلك الحرب قبل توليه السلطة لكن تعين عليه ان يدير انعكاساتها خصوصا تكاليفها المالية الضخمة التي ساهمت في تعميق العجز في الميزانية وديون البلاد. ولم يبق في اربعة قواعد عراقية سوى ستة الاف عسكري يعملون في وزارة الدفاع الاميركية بعد ان كانوا 170 الفا وعدد قواعدهم 505 خلال 2007 و2008. ويفترض ان يسلموا مهامهم بحلول 31 ديسمبير الى عناصر قوات الامن العراقية وعددها 900 الف، والتي تعتبر قادرة على الرد على التحديات الداخلية لكنها لا تستطيع حتى الان الدفاع عن الحدود والمجال الجوي والمياه الاقليمية. وستترك الولاياتالمتحدة هناك 157 عسكريا و163 مدنيا متعاقدا مع العسكر لتدريب القوات العراقية برعاية سفارتهم في بغداد. وفضلا عن الرئيس اوباما سيلتقي المالكي الذي يرافقه وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ووزير الدفاع بالوكالة سعدون الدليمي، نائب الرئيس جو بايدن الذي كلفه اوباما بالملف العراقي وقام بثامن زيارة الى العراق منذ يناير 2009 في نوفمبر الاخير. وسيتباحث المالكي ايضا مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، اضافة الى اعضاء في الكونجرس حول الامن والطاقة والتربية والعدالة. وقد ابدى العديد من النواب الجمهوريين مؤخرا مخاوف بشان امن العراق ونفوذ الجارة ايران بعد رحيل القوات الاميركية بينما تظل البلاد تعاني من العنف كما تشير لذلك سلسلة اعتداءات استهدفت زوار شيعة واسفرت عن سقوط 28 قتيلا في اسبوع. وفي 22 نوفمبر اعلن مستشار الامن القومي لدى اوباما توم دونيلون ان محاولات ايران التدخل في شؤون العراق فشلت حتى الان واكد انه حتى بعد سحب قواتها ستظل الولاياتالمتحدة "ملتزمة بكل حزم في شراكة استراتيجية على الامد الطويل مع العراق لا سيما بتعاون متين في المجال الامني. في الاثناء تظاهر العشرات من انصار منظمة مجاهدي خلق الايرانية المسلحة المعارضة صباح اليوم الاثنين امام البيت الابيض مطالبين بحماية معسكر اشرف. وتعتزم الحكومة العراقية اغلاق المعسكر الذي ياوي 3400 لاجئ ايراني مناهض لنظام طهران ومناصري مجاهدي خلق المنظمة التي تعتبرها الولاياتالمتحدة ارهابية، بحلول نهاية السنة.