مكنت نتالي كوسيسكو موريزيه من جمع العدد الكافي من التوقيعات الذي يسمح لها بالمشاركة في الانتخابات التمهيدية لحزب "الجمهوريون" اليميني بفرنسا. لتكون بذلك المرأة الوحيدة التي ستنافس المرشحين الذين أعلنوا ترشحهم لحد الآن. أعلنت وزيرة البيئة السابقة و النائبة عن إقليم "ليسون" (منطقة إيل دو فرانس) نتالي كوسيسكو موريزيه أنها تمكنت من جمع التوقيعات التي تسمح لها بالترشح لخوض معركة الانتخابات التمهيدية داخل حزب "الجمهوريون" (اليمين الجمهوري) في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. هل بإمكان نتالي كوسيسكو موريزيه انتزاع بلدية باريس من اليسار؟ وبهذا تكون موريزيه المرآة الوحيدة التي ستشارك في السباق التمهيدي داخل حزب "الجمهوريون"، بشرط أن تصادق اللجنة المنظمة للانتخابات التابعة للحزب بشكل نهائي على ملفها الانتخابي. وستكشف هذه اللجنة عن أسماء المرشحين الذين سيشاركون رسميا في الانتخابات التمهيدية يوم 21 أيلول/سبتمبر الجاري. "لم يعتقد أحد بأنني سأكون قادرة على جمع التوقيعات اللازمة" ولم يكن جمع التوقيعات -2500 مناضل في حزب "الجمهوريون" و250 منتخب من بينهم 20 نائبا على الأقل- لنتالي كوسيسكو موريزيه أمرا سهلا مقارنة بالمرشحين الرجال، بل واجهت عقبات عدة بسبب رفض العديد من المنتخبين من اليمين التوقيع لصالحها. عبرت موريزيه عن فرحتها قائلة:" بعد الجهود الشاقة التي بذلناها خلال فصل الصيف والتعبئة الكبيرة، تمكنت من تجاوز عقبة التوقيعات"، مضيفة :" شهور من قبل، لم يكن أحد يعتقد بأنني سأكون قادرة على جمع هذه التوقيعات". وتعرض حزب "الجمهوريون" الفرنسي إلى انتقادات بسبب غياب النساء عن قائمة المرشحين للانتخابات التمهيدية مقارنة بالانتخابات التمهيدية التي سينظمها الحزب الاشتراكي في يناير/كانون الثاني والتي تضم امرأتين على الأقل. وبهدف حفظ ماء وجه حزب "الجمهوريون"، عبر ألان جوبيه المرشح الأبرز في حزب "الجمهوريون" عن مساندته لنتالي كوسيسكو موريزيه فيما دعا النواب الفرنسيون والمنتخبون إلى التوقيع لصالحها لكي يتسنى لها المشاركة في الانتخابات التمهيدية. إسماع صوت الأمل وشكرت موريزيه على حسابها على تويتر الجمعة، كل الذين قدموا لها يد المساعدة وأكدت أن مشاركتها في الانتخابات التمهيدية هي فرصة لإسماع "صوت جديد وهو صوت الأمل". وأضافت:" أريد أن أدافع عن فرنسا حرة ومتمساكة". وبالرغم من أن حظوظ موريزيه بتمثيل حزب "الجمهوريون" في الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة في أبريل/نيسان 2017 شبه منعدمة، إلا أنها ستكون فرصة لها لإسماع صوت النساء الفرنسيات والدفاع عن بعض من القضايا التي تهمهن. كما ستجبر المرشحين الآخرين، لا سيما آلان جوبيه ونيكولا ساركوزي على طرح بعض المسائل الهامة، مثل حقوق النساء في فرنسا والعدالة بين الجنسين ومسألة الفوارق في الأجور بين الرجال والنساء وقضايا أخرى. تعتبر نتالي كوسيسكو موريزيه من بين الشخصيات السياسية الهامة في فرنسا عامة وفي معسكر اليمين المعتدل على وجه الخصوص. احتلت مناصب سياسية وحكومية عدة، إذ عينت في 2007 وزيرة للبيئة في حكومة فرانسوا فيون وفي 2009 كاتبة دولة مكلفة بالاقتصاد الرقمي ثم وزيرة البيئة والتنمية المستدامة في 2010. وإضافة إلى المناصب الحكومية، انتخبت موريزيه نائبة برلمانية عن إقليم "ليسون" وهي لا تزال تنشط داخل الجمعية الوطنية الفرنسية بعدما فشلت أن تصبح عمدة باريس خلال الانتخابات المحلية التي جرت في 2014.