تربطنى صداقات جميلة بأبناء الوفد على مختلف المستويات سواء بالحزب أو الجريدة، وأعتز خاصة بصداقتى للعاملين بمكتب رئيس الوفد سامية فريد، وأسماء السيد وصلاح توفيق وتعرض بعضهم مؤخراً لمضايقات من أهل التشدد الإسلامى!! قلت لهم: هذا أمر لا ينبغى السكوت عليه لأنه إنذار خطير، وقضية لابد أن يعلمها الرأى العام ولا يكفيها إدانتها فى غرفات مغلقة. وتفاصيل ذلك أن صديقى صلاح توفيق كان يسير مع زوجته بشارع فيصل بالهرم عندما تعرض لها واحد بدقن وطلب منها الاحتشام!! مع إنها محتشمة وملتزمة وتعرف ربها جيداً، وكاد زوجها أن يضربه لولا أنه فر من أمامه!! وموقف آخر تعرضت له زميلتى العزيزة أسماء السيد، وأراها نموذجاً طيباً جداً لإسلامنا الجميل بسلوكها واحتشامها، ومع ذلك تعرض لها واحد متشدد وهى تسير بشارع التحرير فى قلب الدقى قائلاً عن ملابسها: هذا لا يليق!! مع إنها محتشمة وملابسها لائقة وزى الفل، لكن سلوك صاحبنا هذا هو السخيف الذى لا يليق بإنسان متدين!! وأسألك: ماذا تعنى هذه الحوادث؟؟ إنها إنذار خطير بما هو قادم وأراه إساءة بالغة لإسلامنا الجميل، وتذكرت بهذه المناسبة المقولة الشهيرة لإمام عصره الشيخ محمد الغزالى عليه ألف رحمة: «الإسلام بضاعة ثمينة وقعت فى يد تاجر خائب»!! سألت السيدة سامية فريد، مديرة مكتب رئيس الحزب: وأنت يا سيدتى ما أخبارك، هل تعرضت أيضاً لسخافات من المتشددين؟ أجابت بابتسامة حزينة تدل على أنها غير سعيدة بما يجرى فى بلادى: لم يحدث هذا بعد! وربنا يستر! وسيدتى سامية فريد لها تاريخ طويل مع حزب الوفد، وكانت لسنوات طويلة مع الباشا العظيم الجميل فؤاد سراج الدين عليه ألف رحمة، وشخصيتها تستحق عشرة على عشرة، لذلك اكتسبت ثقة قيادات الوفد من الجيل القديم والجديد، وهى تسكن فى أكتوبر، واشتكت لى من أن الأمن هناك على كف عفريت!! يعنى تشدد إسلامى ومفيش أمن ولا أمان، والوضع الاقتصادى سيىء، والفتنة الطائفية تطل برأسها.. ويا قلبى لا تحزن على أحوال بلدى!! ومصر الكنانة ذكرها الله فى القرآن عدة مرات وهو حافظها إن شاء الله وهى بلد الأزهر، ولذلك أستبعد أن ينتصر فيها التطرف، ولكن الأمانى الطيبة وحدها لا تكفى، بل لابد من العمل بقوة للتصدى للمتطرفين وعلى الأزهر أن يثبت وجوده وكفانا حديثاً فى الجوامع عن الماضى، بل لابد من التركيز على رأى إسلامنا الجميل فى مشاكلنا المعاصرة وكيفية تطبيق الشريعة فى بلادنا بطريقة تجعل رجل الشارع العادى يتعلق بها ولا ينفر منها! ولعلك لاحظت أننى لم أذكر حتى هذه الحظة كلمة «السلفيين»، بل اكتفيت بكلمة أهل التشدد، وهؤلاء الذين تعرضوا لأصدقائى بالوفد ليسوا «سلف ولا خلف» بتعبير أستاذى الشيخ الغزالى، بل مجموعة من الذين أساءوا فهم الدين على طريقة الدبة التى قتلت صاحبها، وهم يحقدون على المجتمع، وأخفوا أحقادهم وفشلهم فى الحياة متنكرين فى لباس المتدينين ومظهرهم دون أى إحاطة بالجوهر والموضوع، وإذا وصل بعض من هؤلاء إلى مجلس الشعب تبقى مصيبة!! «وخلوا بالكم قوى يا ناس» من لجان الإعلام والثقافة والسياحة بالبرلمان، فهم قد يحاولون السيطرة عليها، وهنا نصبح أمام كارثة حقيقية!! والممارسة ستكشف السلفيين الحقيقيين من الأدعياء الذين يسيئون إلى الإسلام، وبعض من هؤلاء «شد حيله قوى» هذه الأيام فى إرهاب الناس مستغلين الحرية التى منحتها ثورتنا العظيمة للمجتمع المصرى بأطيافه المختلفة، ومن وجهة نظرى لا يفل الحديد إلا الحديد، فإذا كان هؤلاء يتحدثون باسم الدين، فلابد أن نتصدى لهم بحسم قائلين لهم «أنتم كدابين»!! ونعطيهم دروساً فى تعاليم الإسلام الصحيحة.