أثار قيام محافظ دمياط اللواء محمد على فليفل ببناء سور حول مبنى ديوان عام المحافظة، استياء عدد كبير من أهالى دمياط، وطالبوا بوقف بنائه فورا، واعتبروا بنائه عودة إلى العهد البائد. فقد طالبت إنجى البرش عضو حركة 6 إبريل بتوضيح عاجل وسبب مقنع من محافظ دمياط لبناء سور حول المحافظة ليس له أى مبرر، وأكدت أن بناء هذا السور يذكرنا بالجدارالذى بنى حول السفارة الإسرائيلية، وهددت بأنه سوف يتم تصعيد الأمر إذا لم يتم هدم هذا السور فورا وتحميله تكاليف بنائه. وأضافت أن المحافظة بها مشاكل أكبر بكثير من بناء سورحول المحافظة، وبدلا من حل مشكلة موبكو ومشاكل الطرق ومشاكل الصرف الصحى، يهتم ببناء سور حول المحافظة التى ظلت حوالى 60 عاما بدون سور ولم يحدث ذلك فى العصر البائد. وصرح إبراهيم الحلبى كبير الباحثين فى إدارة الإعلام فى ديوان محافظة دمياط، بأننا فوجئنا ببناء هذا السور، وأعلنا اعتراضنا عليه، فقال لنا المسئولون عن بنائه أنه سيتحول إلى جدارية، ونحن نرى كمجتمع مدنى أن إقامة هذا السور لامبرر له على الإطلاق، حتى لو حولوه إلى جدارية، فهو يعيدنا إلى نظام السجون، فى عصريتحول فيه كل شيء فى مصر إلى الحرية. وأضاف الحلبى، أن هذا المبنى الجميل محاط بالحدائق والزهور، وبناء السور سيحول مبنى المحافظة إلى مبنى قميء، محاط بالأسواربما تعنيه كلمة سورمن قيود وكبت وإسكات وحصار، وأكد الحلبى أن هذا المبنى رمز من رموز الثورة المصرية، فرغم المظاهرات التى شهدتها أحداث ثورة يناير، فلم يمس هذا المبنى بأى سوء، لأن شعب دمياط كان يدرك أنه مبنى للشعب وليس مبنى للحكومة. وقال الكاتب والأديب سمير الفيل، أن بناء سور حول حديقة مبنى محافظة دمياط، معناه إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، حيث الاختباء وراء جدران عازلة وهو مايعنى الانقطاع عن الشعب. وتساءل الفيل هل نحمى مصدر اتخاذ القرار بأسوار عالية؟؟ نحن لسنا بحاجة إلى أسوار بل إلى فكر ينسف هذه الأسوارالتى هى بداخل القيادة. وأضاف محمد الطلخاوى رئيس اللجنة النقابية لاتحاد معلمى مصربدمياط، أن مايقوم به المحافظ جريمة، ويؤكد بفعلته هذه أن هذه الحديقة تكون ملكا خاصا له، مع أنها فى الأصل خصصت كمتنفس للجماهير، ولتجميل شكل المنطقة، ويتساءل الطلخاوى، من الذى منح المحافظ الشجاعة لإقامة هذا السورالذى يحمل علامات استفهام كثيرة، وتستنكر اللجنة النقابية لمعلمى مصر هذا الفعل وتطالبه بوقف بناء هذا السور فورا، والذى يعد انتهاكا صارخا للشكل العام والجمالى لهذه المنطقة المركزية، ونطالبه "مادام يهوى بناء الأسوار" أن يولى وجهه نحو عشرات المدارس التى بلا أسوار، والتى يتعرض أولادنا للخطر بسبب عدم وجودها.
وقال مهندس محمد الشرقاوى مدير عام أملاك دمياط السابق، إن بناء سور وحجب حديقة مبنى المحافظة جريمة كبرى، وإهدار مال عام، فهذه الحديقة المجاورة لم يمسسها أحد، وبناء السور يكشف عن خوف محافظ دمياط، من الجماهير وعدم القدرة على التواصل معهم.