أكد البيت الابيض ان انكار الرئيس السوري بشار الاسد أنه اصدر اوامر بقتل آلاف المتظاهرين يفتقر الى المصداقية . وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني :«ان الولاياتالمتحدة وعددا من الدول الاخرى في العالم التي اجمعت على ادانة العنف الفظيع في سوريا الذي ارتكبه نظام بشار الاسد، تعرف بالضبط ما الذي يحدث ومن المسئول عنه». واكد مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ان الاسد فقد الشرعية ويجب عليه التنحي. وقال تونر للصحفيين :«تصريحات الاسد تدل على انه اما انه فقد تماما كل سلطة له داخل سوريا، او انه مجرد اداة او انه منفصل تماما عن الواقع». واضاف: «اما ان يكون ذلك انفصالا عن الواقع، او استخفافا، او كما قال، جنونا.. لا اعلم». واتهمت سوريا وزارة الخارجية الامريكية بتحريف تصريحات الاسد لقناة ايه بي سي نيوز في معرض التعليق عليها. واكد جهاد مقدسي المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية ان الاسد لم يسع الى التنصل من مسئولياته كرئيس للبلاد بقوله للصحفية المخضرمة باربرا وولترز ان قوات الامن السورية ليست قواته. وقال مقدسي :«عندما سالته وولترز هل قامت قواتك، بالمعنى الشخصي وكأنها ميليشيا، بقمع شديد، قال الرئيس ان هذه ليست قواتي وقدم شرحا صحح به وصوب السؤال الموجه وقال ان هناك قوات في سوريا مهامها الدستورية الحفاظ على امن واستقرار البلاد». واضاف مقدسي: «الرئيس الاسد مسؤول دستوريا عن مهامه كرئيس جمهورية». وضغطت وولترز في حديثها مع الاسد بشأن حالة حمزة الخطيب الصبي البالغ ال 13 من العمر الذي تقول المجموعات الحقوقية انه قتل في ابريل بعد اطلاق الرصاص عليه وتعرضه للحرق. ورد الاسد على ما يتردد عن تعذيب اطفال: «لاكون صريحا معك يا باربرا، انا لا اصدقك». واضاف الاسد :«كل فعل وحشي اقترفه فرد، وليس مؤسسة، هذا ما يجب ان تعرفيه». وتابع: «هناك فرق بين وجود سياسة قمع وبين ارتكاب بعض المسئولين بعض الاخطاء.. هناك فرق كبير». وكرر الاسد التصريحات التي ادلى بها حينما خلف والده الراحل حافظ الاسد قبل اكثر من عقد مضى انه لا يريد ان يتزعم سوريا طيلة عمره. وقال: «حينما اشعر ان الدعم الشعبي قد تضاءل، لن ابقى في السلطة. حتى اذا طلبوا مني ذلك. لا ينبغي ان اظل في المنصب اذا لم يكن هناك دعم شعبي»، معربا عن اعتقاده انه ما زال يحظى بالدعم. وقال الاسد ان حكومته تمضى قدما في اصلاحات. لكنه قال صراحة: «لم نقل ابدا اننا بلد ديموقراطي». واضاف: «يستغرق الامر وقتا طويلا.. والكثير من النضوج حتى الوصول الى ديموقراطية كاملة». وفي اطار تضييق الخناق على نظام الاسد اعلنت تركيا فرض مجموعة جديدة من العقوبات ضد سوريا، وقال وزير الجمارك والتجارة التركي هياتي يازجي لتليفزيون ان تي في في الخاص :«سنفرض ضريبة 30% على السلع القادمة من سوريا». وقال يازجي ان سوريا ستدفع غاليا ثمن هذه العقوبات، في اشارة الى اجراءات اتخذتها سوريا ردا على مجموعة اولى من العقوبات التركية بحق سوريا. وأكد رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري، ابرز اركان المعارضة، ان ايام الرئيس السوري بشار الاسد باتت معدودة، وانه سيضطر الى مغادرة سوريا بالقوة أو من تلقاء نفسه، مشيرا إلى ان السوريين يقتلون باوامره. وقال الحريري ردا على اسئلة على موقع «تويتر» الالكتروني للتواصل: «اعتقد ان ايام الرئيس السوري باتت معدودة، وانه سيضطر الى مغادرة سوريا من تلقاء ذاته ام بالقوة». وعما اذا كانت عودة السفيرين الامريكي والفرنسي الى سوريا يؤشران الى تطبيع مع نظام الاسد، قال: «لا، بل اعتقد ان على بشار ان يشعر بالقلق». وتعليقا على تصريحات الرئيس السوري الاخيرة لشبكة «ايه بي سي نيوز» التليفزيونية الامريكية والتي قال فيها انه لم يصدر اوامر بقتل شعبه، قال الحريري: «هذه كذبة كبيرة، كل ما قاله حول سوريا كذب. انه القاتل الاساسي في كل ذلك، وشهداء سوريا الأبرار لم يقتلوا الا باوامره». واضاف :«هذه تصريحات تذكرني بتصريحات الراحل معمر القذافي». واعتبر ان سقوطا محتملا للنظام السوري لن يؤثر على لبنان الا ايجابا، مضيفا :«يجب كسر جدار الخوف كما كسرتموه في 2005، تاريخ انسحاب الجيش السوري من لبنان بعد حوالى 30 سنة من التواجد تحت ضغط الشارع والمجتمع الدولي». ودعت لجان التنسيق المحلية التي تمثل حركة الاحتجاج السورية ضد نظام الرئيس بشار الاسد في الداخل الى اضراب اعتبارا من الاحد المقبل. ودعت في بيانها الى اضراب الكرامة، الذي اعتبرته خطوة اولى في مسيرة العصيان المدني الشامل. واوضحت ان الاضراب يشمل المدارس، يليه خطوات تصعيدية على مراحل ليشمل الاضراب بشكل متعاقب الوظائف واغلاق الهواتف الجوالة، ثم المحلات التجارية والجامعات ووسائل النقل والطرقات وموظفي الدولة وصولا الى الطرق الدولية في المرحلة الاخيرة. وحثت اللجان الشعب السوري على العمل معا على انجاح هذه الدعوة وحشد جميع القوى للترويج لها حتى تتم استعادة زمام العمل والمبادرة وتقرير المصير، مؤكدة ان الاضراب طريق لتحرير ارادة الشعب السوري.