حياة غير آدمية يعيشها أهالي قرية "أبو ختيرش" بمنطقة أبو النمرس بالجيزة، بعدما طالها الإهمال وغرقت منازلهم في مياه الصرف الصحي، بجميع أنحاء القرية لتتحول منازلها مع مرور الوقت إلى كهوف عامرة بالمظلومين الذين لا يملكون من حيل الدنيا شيئًا لنيل حقوقهم وللفت أنظار المسئولين إليهم. يبلغ عدد أهالي قرية أبو ختيرش ما يقارب من 15 ألف نسمة، يعيشون حياة بائسة فتلك القرية خالية من كافة متطلبات الحياة المعيشية، فلا يوجد وحدة صحية، وفى الحالات الطارئة يضطر الأهالي إلى اللجوء لمستشفى القصر العينى، فضلًا عن ما تشهده تلك القرية من انتشار القمامة فى كل أنحاءها مما تبعث رائحة كريهة تتسبب فى انتشار العديد من الأمراض، كما أن مياه القرية غير صالحة للشرب نتيجة اختلاطها بمياه الصرف الصحي مما يتسبب في إصابتهم بالعديد من الأمراض كالفشل الكلوى. وعند دخولك المدينة تفوح رائحة كريهة من كل مكان، تبدو تلك الرائحة نتيجة تراكم أكوام القمامة المتواجدة بكثرة فى أنحاءها فضلًا عن رائحة الدخان المتصاعدة من حرق القمامة التى تؤدى إلى أضرار صحية. ومن أكثر المشاهد المثيرة للانتباه أن الأراضى الزراعية بالقرية تروى بمياه الصرف الصحي المتجمعة بمصرف مجاور للأراضي محاط بأكوام القمامة والقاذورات من جميع الجوانب، فتنتج الأراضي محصولًا محملاً بالأمراض والأوبئة، ناهيك عن المبانى المرتفعة لكن تحيطها مياه الصرف الصحي من جميع الجوانب والتهمتها من الأسفل، مما قد تؤدي إلى انهيار المنازل فى أي وقت على سكانها، حتى مسجد القرية تآكلت جدرانه بسبب المياه التي تحاصره من جيمع الاتجاهات. وعن تعليم الأطفال في هذه القرية فقد انحسر في مبنى يقال عليه "حضانة أطفال" لكنه عبارة عن "عشة " مكونة من طوب وباب خشبي ومحاط بالعديد من أكوام القمامة ومياه الصرف الصحي واضطر الأهالى إلى إغلاقها، خوفًا على الأطفال. أما عن أهالى القرية فقد عبروا عن استيائهم الشديد من نقص الخدمات بالقرية فقالت إحدى السيدات بالقرية تدعى "ام عبد العزيز " نفسنا فى مركز وحدة صحية وعلاج طبيعى، القرية مافيهاش أى مستشفى أو وحدة، الواحد يكشف لعياله فيها بدل ما نروح للمستشفيات البعيدة فى الحوامدية أو غيرها وكمان المجاري عندنا مبهدلة الدنيا ياريت تحلوا لنا الموضوع ديه". وأكدت أن أكوام القمامة التى تحيط بالقرية، تبعث بروائح كريهة التى تؤدى إلى انتشار الأوبئة والحشرات، في ظل عدم وجود شبكة لنقل المياه فى القرية، كما يضطرهم إلى شراء مياه للشرب يوميًا. ويقول إبراهيم عبده أحمد، عضو مجلس إدارة مركز شباب أبوختيرش، إن القرية تواجه مشكلة الصرف الصحي منذ حوالي عشرين عامًا، ومواسير الصرف الصحي غير صالحة للاستخدام، مشيرًا إلى أنهم توجهوا للمسئولين وأرسلوا شكاوى لشركة الصرف الصحي ومجلس المدينة لبحث تلك الأزمة ولكن دون جدوى من المجلس، فضلا عن نقص الخدمات التعليمية والصحية فلا يوجد أي وحدة صحية فى القرية، سوى مستشفى واحدة فى مركز أبو النمرس وبها إمكانيات ضعيفة لا تفى باحتياجات المرضى، فضلا عن أن هناك حوالى أربع قرى فقط وهى عزبة مدكور والبكباشى وعرب أبو النمرس وقرية ابو ختيرش يلجأون إلى مدرستين ابتدائى وإعدادى، الأمر الذي تسبب فى تكدس الطلبة بها، فمشكلة الصرف الصحي ونقص الخدمات من أهم المشكلات التى تواجه القرية. وشكا أحد الأهالي بالقرية، من مشكلة مياه المجاري التى طفحت على المنازل والقرية بأكملها، قائلا: "مش عارفين نعمل إيه ولا إيه، بنشرب مياه مخلوطة بالصرف الصحي والمجاري، ومياه المجاري بهدلت القرية والبيوت"، معربًا عن آمله فى أن تنظر الدولة لهم بأعين الرأفة والرحمة ، مناشدًا الدولة بحل مشكلاتهم .