بعد أن تم الإعلان عن النسب النهائية للقوائم الحزبية في الجولة الأولي من انتخابات برلمان الثورة والتي تصدرتها قائمة حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بنسبة 40 % تأتي الإعادة اليوم الإثنين لحسم هذه الجولة. وكان قد شاب الجولة الأولي عدد من الانتهاكات والسلبيات وقعت فيها اللجنة العليا للانتخابات واعترفت بها، وتمثلت في ممارسة الدعاية الانتخابية داخل وخارج لجان التصويت إضافة إلى الطوابير التي كانت مزدحمة أمام اللجان الفرعية وتخلف عدد قليل من القضاة عن الحضور في مواعيدهم بلجان التصويت، وأيضا تأخر وصول أوراق التصويت لمقار اللجان، وعدم ختم الأوراق الانتخابية، وعدم ملائمة مقار لجان الفرز بعدد من الدوائر الانتخابية. وبالأرقام وبعد أن أعلنت عنها اللجنة العليا للانتخابات ستكون جولة الإعادة منافسة شرسة علي المقاعد الفردية حيث يتنافس104 مرشحين الإثنين والثلاثاء وذلك علي52 مقعدا في27 دائرة خلال جولة الإعادة في انتخابات المرحلة الأولي لمجلس الشعب بمحافظات القاهرةوالإسكندرية وأسيوط والأقصر وكفرالشيخ وبورسعيد والبحر الأحمر ودمياط والفيوم. وفي محافظة القاهرة تجري الإعادة فى 8 دوائر وتشهد أشد المواجهات خاصة في مدينة نصر والتي يتم الإعادة فيها بين الدكتور مصطفي النجار أحد مؤسسي حزب العدل وأيضا السلفي محمد يسري والذي تقف جماعة الإخوان وراءه لمساندته في جولة الإعادة بالإضافة إلي الحرب الإعلامية الشرسة التي قادها يسري ضد النجار وتسريبات الملصقات التي تدعي أن النجار مرشح الكنيسة ويسري مرشح الإسلام . بالإضافة إلي دائرة الخليفة والتي يتنافس فيها مرشحا الإخوان خالد حنفي ويسري بيومي علي مقعد الفئات والعمال وتلك الدائرة التي كان يترشح فيها عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان حافظ أبو سعدة. يأتي ذلك بعد أن اقتنص في ذات المحافظة الدكتور عمرو حمزاوى منصب الفئات في دائرة مصر الجديدة وأيضا فوز رمضان عمر أحمد ، ومحمد مصطفى بكري بمقعدي العمال والفئات في دائرة المعادي. وتأتي بعدها محافظة الإسكندرية التي تخوض جولة الإعادة ب4 دوائر وتشهد أيضا مواجهات شرسة خاصة في قسم أول المنتزه التي تتم بين عبد المنعم الشحات السلفي المرشح علي مقعد الفئات عن حزب النور وبين المرشح المستقل حسنى دويدار المدعوم من الإخوان. وتأتي المواجه الثانية والتي يخوضها المستشار محمود الخضيري نائب رئيس محكمة النقض سابقا ويقف خلفه حزب الحرية والعدالة في مواجهة طارق طلعت مصطفي شقيق هشام طلعت مصطفي رجل الأعمال المعروف والمحبوس حاليا بسجن طره علي ذمة قضية قتل الفنانة سوزان تميم . وتدخل محافظة كفر الشيخ مرحلة الإعادة ب3 دوائرة انتخابية في مقدمتها دائرة دسوق والتي تجري إعادة بين مرشح الوفد محمد عبد العليم داود ومحمد على عبد اللطيف ويوسف البدري. يأتي ذلك في إطار المحافظات الأخري من بورسعيد وأسيوط ودمياط والتي تجري فيها جولة الإعادة في جميع دوائرها ماعدا محافظة بورسعيد والتي اقتنص فيها مرشح الإخوان المسلمين أكرم الشاعر في مواجهة السياسي جورج إسحاق بفارق كبير. في هذا السياق تصبح جولة الإعادة أشد سخونة عن الجولة الأولي وسيطر هذا الرأي علي العديد من السياسيين حيث رأى جورج إسحاق الناشط السياسي أنه يعتقد أن تكون أشد سخونة من المرحلة الأولي خاصة أنه يعتقد تزايد الإقبال من الناخبين في جولة الإعادة التي تبدأ غدا، مؤكدا علي أن الناخب تغير بعد ثورة يناير ولا يعتبر الغرامة المفروضة هي من دفعت الناخب للنزول، مطالبا قوات الجيش والشرطة ان تعمل علي تامين اللجان تفادياً للتجاوزات التي حدثت في العديد من اللجان من قبل مندوبي المرشحين والأحزاب. وعن دور وأداء اللجنة العليا للانتخابات قال إسحاق اللجنة العليا للانتخابات مازالت تتعامل مثل الحزب الوطنى، فالعديد من منظمات حقوق الإنسان تحدثت عن تجاوزات كبيرة في العملية الانتخابية في المرحلة الأولي وتفاجئ باللجنة العليا للانتخابات في المؤتمر تتحدث في واد آخر وأنه لا توجد أي تجاوزات أو خروقات في المرحلة الأولي، مؤكدا علي ضرورة أن تتخذ اللجنة الدور الأساسي في امنتاع أي نوع من الدعاية لأي حزب أو مرشح، علي أن تطبق القانون بشكل حازم وسريع. ووافقه الرأي محمود عفيفي المتحدث الإعلامي لحركة 6 إبريل من حيث السخونة خاصة في ظل انتشار الإسلاميين وحصولهم علي نسبة كبيرة في الجولة الأولي، مشيرا إلي أنهم لديهم رغبة في الحصول علي المزيد. ولكن من ناحية الإقبال اختلف عفيفى مع جورج، مشيرا إلي أن الشعب المصري الذي خرج في ثورة يناير خرج في المرحلة الأولي ليضع يده علي أولي خطوات التسليم السلمي للسلطة، ومن المؤكد أن التغيير سيدفع الشعب للنزول للتعبير عن رأيه في جولة الإعادة ولكن لن يكون بنسبة الإقبال كما شاهدناها في المرحلة الأولي وذلك لحسم العديد من المقاعد في الدوائر، كما أن العديد من أنصار المرشحين انتابتهم حالة من الإحباط واليأس ولن يلجأوا إلي استخدام وسائل الدعاية أمام اللجان. وأضاف أن البلاغات والمحاضر التي حررت ضد العديد من الأحزاب وتجاوز الأحزاب في عملية الدعاية أمام اللجان وهو ما يعد مخالفا لقانون اللجنة العليا للانتخابات سيدفع الناخبين إلي البعد عن التصويت لتلك الأحزاب التي دارت حولها شبهة تزوير أو المشتركة في تزوير الانتخابات أو قدمت ضدهها بلاغات لأن الشعب المصري راغب في التغيير والبعد عن أي تزوير مهما كان الحزب أو مكانته لأن أي تجاوز لن يكون مقبولا لدي الشعب. وطالب عفيفي اللجنة العليا للانتخابات بأن تتجاوز الأخطاء التي تم رصدها في المرحلة الأولي واستغلال الوقت الذي كان متاحا أمامها لاتخاذ كافة الإجراءت اللازمة لضمان مرور الانتخابات بدون أي تجاوزات أو أخطاء مثل تأخر فتح اللجان أو عدم وجود أحبار أو استمارات تصويت. يذكر أن نتائج فرز القوائم فى المرحلة الأولى أسفرت عن فوز التحالف الديمقراطى "الحرية والعدالة " بنحو 40% وحزب النور السلفى 25% والكتلة المصرية 15%, والوفد 11%، والوسط 6%، والعدل %1. وأيضا كان أبرز الفائزين علي قوائم الحرية والعدالة صبحي صالح والكتلة المصرية عماد جاد, وزياد العليمي. شاهد الفيديو