أشارت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية إلى أن التغيير الجوهري السياسي الذى يجتاح منطقة الربيع العربي بما فى ذلك سوريا سيحدد مصير حزب الله وينذر بانتهاء تاريخه الطويل المكرث للمقاومة، متوقعة انهيار وانقسام حزب الله بسقوط الأسد. وفى نفس السياق أكدت أن السقوط الوشيك للأسد فى دمشق يمكن أن يجرد تنظيم الشيعة العسكري من أحد حلفائه وأنصاره بل سيحجم الدور الذى كان يلعبه بشكل أساسي فى السياسة الإقليمية خاصة بعد أن أبدى اعتراضه على ثورات الشعوب التى تسعى لخلع الحكام المستبدين مما يتعارض مع مبادئ المقاومة والعدالة التى كان دوما يدعمها حزب الله. وأشارت إلى أن حزب الله يمكن أن يتجه إلى تعزيز دوره فى التدخل فى سياسة لبنان لاستعادة نفوذه مرة أخرى. وأكدت أن أكثر الجهات التى ستواجه خسارة جراء سقوط نظام الأسد هما إيران وحزب الله اللذان لديهما مصالح مشتركة مع سوريا فى لبنان. وأشارت إلى أن الأسد قام بإمداد حزب الله بالأسلحة المتطورة وتولى تدريبه خاصة بعد انسحاب قوات سوريا من لبنان عام 2005، وبعدها اعتبر حزب الله أحد أبطال العالم العربي. وأضافت: "إن حزب الله يقف الآن صامتًا، في الوقت الذي يدعى فيه الدفاع عن دمشق متصديا لعاصفة الاحتجاجات بالربيع العربي، وهو ما روج لاتهامات الكثيرين له بالنفاق والازدواجية. وأكدت أن سقوط الأسد سيجعل حزب الله منقسما بين تحقيق أهدافه الإقليمية المتمثلة فى مقاومة الغرب واسرائيل وبين دوره المحلي الجديد المنوط به فى لبنان كأحد المجتمعات الشيعية المهمشة، في ظل كونه قوة سياسية محلية وحركة اجتماعية لها شعبيتها. وأشارت إلى أن الاختيار العسكري سيتسبب فى نشر الفوضى والاضطراب فى لبنان وبذلك سيفقد مصداقيته لدى الشعب اللبناني وعليه اعتزم حزب الله على ألا يشعل حربا ضد إسرائيل حتى لا يصبح ذريعة لحرب بين اسرائيل وإيران. وأضافت أن حزب الله سيواجه مشكلة من الناحية الاستراتيجية في حالة فقدان دعم سوريا له.