اختتم المجلس العربي للتنمية الإعلامية أعمال دورته الثالثة في الكويت بالتأكيد على حيوية وأهمية العمل العربي المشترك فيما يتعلق بالتنمية الإعلامية خصوصا مع المتغيرات السريعة التى يشهدها العالم العربي. قال الشيخ سلمان الحمود الصباح وكيل وزار ة الاعلام الكويتية إنه مع بداية عام 2011 حدثت متغيرات كثيرة في وسائل الإعلام عبرت من خلالها الشعوب عن آرائها مشيرا الى ان الدول التي قدمت الحرية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية وإعطاء فرص عادلة هي الدول التي استطاعت أن تتعامل مع تلك المتغيرات. وأشار د.حسين أمين أستاذ الإعلام بالجامعة الأمريكية وعضو المجلس العربي للتنمية الإعلامية إلى وجود متغيرات على الساحة العربية قد فرضت نفسها من خلال الانتخابات النزيهة التي شهدتها مصر وتونس وتلك التعددية غير المسبوقة في وسائل الإعلام المختلفة. وقال إن العالم يتحول الآن نحو ما يعرف ب"الرقمنة" والاعتماد على الأساليب التكنولوجية الحديثة والمتطورة في العمل الإعلامي وأنه يتحتم على إعلامنا العربي أن يأخذ موقعا ملائما في مسألة"الرقمنة" خصوصا في إطار المتغيرات السياسية المتسارعة. وأشار صلاح الدين معاوي رئيس اتحاد إذاعات الدول العربية وعضو المجلس العربي للتنمية الإعلامية إلى أن التحدي الأكبر والأهم بالنسبة للإعلام الرسمي يكمن في المحتوى والرسالة التي يقدمها، مؤكدا أن الإعلام الرسمي اليوم بات مهددا بفقدان المصداقية والتهميش في ظل هذا الفضاء المفتوح والمتنوع تنوعا ثريا والذي يستند إلى مفاهيم الحرية والتعددية. وطالب معاوي الإعلام الرسمي بأن يواكب ذلك التحول وأنه يجب النظر إلى تجربة الBBC كتلفزيون مصلحة عامة حتى يستطيع الإعلام الرسمي أن يكسب الرهان فلا بد أيضا أن يعتمد على مبادئ الإعلام المهنية ويستند إلى الحرية والتعددية. وأكد وزير الإعلام الأردني السابق وعضو المجلس العربي للتنمية الإعلامية صالح القلاب أن اعلام الرسمي فيه مشكلة حقيقية وهي أن الناس لا تنجذب إليه لأن الإعلام الرسمي تلزمه المزيد من الجرأة في النقد وفي الطرح وأنه يجب أن يعطي المواطن ما يحتاج إليه وما يبحث عنه حتى لا يذهب ليبحث عنه في وسائل الإعلام الأخرى. أكد وزير خارجية المغرب السابق وأمين عام منتدى أصيلة الثقافي محمد بن عيسى عضو المجلس العربي للتنمية الإعلامية على أن الكويت وما تتمتع به من أجواء حرة ومناخ ديمقراطي دائما تفتح الشهية للعمل والإبداع والانجاز. من ناحية أخرى أشار بن عيسى إلى أن ما يثير القلق دائما في الإعلام الرسمي هو سيطرة الفكر الأمني والخبر السياسي عليه وأن مجال الأخبار الثقافية محدود جدا على التليفزيون الرسمي بينما في حقيقة الأمر نحن الآن في أمس الحاجة إلى زيادة الوعي الثقافي في مجتمعاتنا العربية.