أجرى الدكتور كمال الجنزوري المكلف من قبل المجلس العسكرى بتشكيل حكومة جديدة مشاورات مع بعض المرشحين لشغل منصب وزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى وهما المنصبان اللذان يشهدان تغييراً مع كل تشكيل جديد للحكومة. ويمتد التغيير إلي وزارتي التعليم في الوقت الذي لم يمض علي تعيين كل من الدكتور معتز خورشيد وزير التعليم العالي أكثر من ثلاثة أشهر والدكتور أحمد جمال الدين موسي وزير التربية والتعليم الذي عين مرتين للوزارة في عهد حكومتي أحمد شفيق والدكتور عصام شرف. ويؤدي عدم استقرار قيادات وزارتي التعليم في أماكنها إلي تخريب التعليم وإحداث خلل جسيم في العملية التعليمية نتيجة تغيير السياسات التي يتبعها كل وزير عند توليه المنصب الوزاري. ومع كل تغيير يحدث في وزارتي التعليم يقابله تغيير في جميع السياسات التي كان يتبعها الوزراء السابقون مما يؤدي إلي تعطيل عملية الإصلاح ومنها المناهج التعليمية التي تعاني من التشوه والتدهور بسبب ما يسمي بعمليات تطوير وتغيير المناهج مع كل وزير يأتي إلي الوزارة. كما تعاني وزارة التعليم العالي من عدم الإستقرار والثبات علي نظام وإستراتيجيات محددة لإدارة العملية التعليمية في الجامعات، خاصة أنه يجري حالياً تطبيق نظام انتخاب القيادات الجامعية الذي قام بتطبيقه الدكتور معتز خورشيد وزير التعليم العالي الحالي، الذي لم ينته من تنفيذ هذا النظام حالياً، ومازالت هناك جامعات بدون رؤساء وعددها 7 جامعات بسبب وجود مشاكل في العملية الانتخابية وعدم الاتفاق علي المرشحين المتقدمين لشغل المنصب ولم يأخذ الوزير الحالى فرصته لكي تجري عمليات الإصلاح المطلوبة في الجامعات، بالإضافة إلي طرح اللائحة الطلابية للتغيير وإعداد لائحة طلابية جديدة تتناسب مع روح ثورة 25 يناير. من المعروف أن الدكتور الجنزوري المكلف برئاسة الوزراء هو صاحب الموافقة علي مشاريع إنشاء جامعات خاصة في مصر، وعندما كان رئيساً للوزراء في التسعينيات كانت وزارتا التربية والتعليم والتعليم العالي وزارة واحدة، يحمل حقيبتها الدكتور حسين كامل بهاء الدين وزير التربية والتعليم والتعليم العالي. وعندما اختلف الوزير في ذلك الوقت مع رئيس الوزراء علي ضوابط إنشاء الجامعات الخاصة ومعادلة شهادات هذه الجامعات رفض الدكتور الجنزوري الضوابط التي حددها الوزير وقام بفصل الوزارة إلي وزارتين مرة أخري، وتولي الدكتور مفيد شهاب رئيس جامعة القاهرة في ذلك الوقت وزارة التعليم العالي وأسندت حقيبة التربية والتعليم إلي الدكتور حسين كامل بهاء الدين وتم تمرير ضوابط الجامعات الخاصة وفقاً لمطالب أصحاب الجامعات ، حيث استجاب رئيس الوزراء لكل مطالبهم، وأنشأ لائحة لقانون تنظيم الجامعات الخاصة. وكانت الجامعات الخاصة في عهد الدكتور الجنزوري في عصرها الذهبي وحصلت علي كل مطالبها. ومن المنتظر أن يرشح جمال العربي رئيس الإدارة المركزية للتعليم الثانوي لشغل منصب وزير التربية والتعليم وهذه أول مرة يتم فيها اختيار واحد من بين قيادات الوزارة غير الأكاديميين لشغل منصب الوزير، وكان جمال العربي أدار امتحانات الثانوية العامة العام الماضي، وقبل قدومه إلي الوزارة كان يشغل منصب مدير مديرية التربية والتعليم بالقليوبية ثم اختاره الوزير لإدارة امتحانات الثانوية العامة العام الماضي وقادها بنجاح. وعندما جاء اختيار رئيس امتحانات الثانوية هذا العام أتى الوزير برئيس جديد وهو مدحت مسعد الذي كان يشغل منصب وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالقاهرة وتم تعيين جمال العربي نائباً لرئيس الامتحانات. كما ينتظر ترشيح الدكتور وائل الدجوي عميد هندسة القاهرة لشغل منصب وزارة التعليم العالي خلفاً للدكتور معتز خورشيد. ومن المعروف أن الدكتور الدجوي رشح لانتخابات عمادة الكلية واجتازها بنجاح ولم يتبق له سوي أشهر معدودة لبلوغ السن القانونية وهو من الشخصيات المشهود لها بالكفاءة والخلق القويم وصاحب فكر في الإدارة.