عقد الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد مؤتمراً صحفياً مساء أمس الأول وفي بداية المؤتمر قام البدوي بتلاوة البيان التالي: بيان إلي شعب مصر العظيم كعادته دائماً، يلبي الشعب المصري النداء إذا آمن وصدق.. هكذا نزل المصريون، لكي يرسلوا رسالتهم لكل من يقرأها ويدرك معناها. ومع الأسف، لم تكن الأحزاب السياسية علي نفس هذا المستوي الذي ظهر به الشعب الذي تنتمي له، فقد استمر الاستغلال السياسي، ومحاولات التلاعب بالعقول والقلوب تحت رايات الانتماء الديني. لم يخلف المصريون وعدهم، بينما خالفت الأحزاب والقوي السياسية القواعد المنظمة والقانون، خرج المصريون عطشي للمساهمة والمشاركة والدفاع عن مستقبل وطن بأكمله وخرجت القوي السياسية بنهم التنافس وبعيدا عن الأسس الديمقراطية التي تجعل أي عملية تصويتية أكثر من مجرد بطاقة ترشيح وصندوق. التزمنا في الوفد بعدم الدعاية خارج المقار الانتخابية. التزمنا الصمت الانتخابي، ولم نحاول التأثير أو التضليل أو التلاعب الذي قد يهدد التجربة أو يبطلها ويجهضها للخروج عن الشرعية الشعبية التي منحها المصريون.. ويؤكد الوفد أنه سيظل أميناً علي الوطن محافظاً علي نسيجه الواحد حامياً لوحدته الوطنية ومدافعاً عن المواطنة والمساواة بين جميع المصريين هكذا كان الوفد وسيبقي بإذن الله. وبينما نحيي ونمتن لدور المؤسسات الدينية دائماً، وننظر إلي الأزهر والكنيسة المصرية بإكبار وإجلال لكل ما لهم من دور وطني في كل الأوقات لصون وحدة هذا الوطن ونسيجه، إلا انه قد هالنا ما توفر لدينا من معلومات تؤكد تدخل الكنيسة، في الحشد والتأييد الصريح والمخالف لكل القواعد لصالح تيار بعينه.. وعلي قدر ما تأثرنا بهذا التصرف علي قدر ما سعدنا كثيراً بخروج المسيحيين بهذا الكم وهذا الجمع لأن ذلك يؤكد أنهم خلعوا رداء السلبية وقرروا المشاركة في بناء الوطن الذي يجمعنا جميعاً وهذا ما كنا نطالب به دائماً وسوف تثبت الممارسة السياسية للوفد في البرلمان القادم من هو الحزب الجدير بثقة المصريين جميعاً مسلمين وأقباطاً. لقد أدنا دائماً وبإصرار وإيمان أي استدعاء للدين في الخلاف السياسي والتنابذ الانتخابي من أي جانب، وبكل الأشكال، وكان ذلك مبعث القلق دائماً، وسبب رفضنا الدائم والمستمر لأي استخدام للدين لإقصاء الآخر أو تكفيره وكان شعارنا دائماً الدين لله والوطن للجميع. نشدد علي تلك المخالفات اليوم حتي لا نندم غداً.. نحدد مواقفنا ونوضحها حتي نستطيع تفادي ذلك في الأيام المقبلة، حتي نكون بقدر هذا الشعب أياً كانت اختياراته طالما كانت من وحي أفكاره واختياراته المستقلة بلا تأثير أو تلوين. وختاماً أوجه كل التحية لشعب مصر العظيم الذي خرج ليؤكد أهداف ثورته المجيدة في التحول الديمقراطي لبرلمان منتخب ودستور يحقق للمواطن مكانته وعزته ويتحقق به مكانة الوطن وسيادته وانتخاب رئيس جديد للبلاد حتي نستطيع بناء مصر الجديدة التي حلمنا بها جميعاً.. تحية إلي جيش مصر الباسل الذي أوفي بعهده في حماية العملية الانتخابية ونطالب اللجنة العليا للانتخابات لقيام بمسئوليتها بلا تخاذل أو تهاون بإعمال نصوص القانون في كل التجاوزات والخروقات التي تمت علي مرأي ومسمع من العالم حتي تتحقق سيادة القانون ولا يكون القانون مجرد كلمات ترددها ولا نعمل بها. حمي الله مصر وحمي شعبها.. ووقاها من كل سوء». وفي رده علي سؤال أحد الصحفيين حول المخالفات الصارخة لبعض الأحزاب التي لم تلتزم بقواعد العملية الانتخابية. أكد البدوي ضرورة قيام اللجنة العليا للانتخابات بمواجهة مثل هذه المخالفات الصارخة التي شهدتها الانتخابات الحالية ومنها ما يصل الي حد الجناية مثل جناية الرشوة وهي وقائع مؤسفة وما كنا نتمني أن تحدث بعد ثورة 25 يناير وتساءل البدوي أين دور اللجنة العليا للانتخابات في هذا الشأن. وأكد البدوي أن حزب الوفد احترم قواعد الانتخابات رغم أن لديه من الامكانيات ما يمكنه من الوقوف بمكبرات الصوت وتوزيع أوراق الدعاية الانتخابية ووضع اللافتات أمام كل اللجان لكن الوفد من ثوابته احترام القانون وفي الانتخابات الحالية توقفنا عن الدعاية الانتخابية لمدة 48 ساعة وشدد البدوي علي أن الوفد هو حزب الوطنية والوسطية المصرية وبالتالي من يرد لمصر الاعتدال والوسطية والبديل الآمن سيصوت للوفد مؤكدا ثقته في ذكاء وفطنة الشعب المصري. ورداً علي سؤال لأحد الصحفيين حول البلاغ الذي تقدم به د. محمد أبو الغار رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي ضد د. السيد البدوي رئيس حزب الوفد وادعي فيه أن قناة الحياة تسيء إلي خصوم الوفد السياسيين أكد د. السيد البدوي أنه لا يتحدث عن قناة الحياة لأن لها رئيسا، لكن هناك تقريراً محايداً ظهر أمس يؤكد أن قناتي الحياة والجزيرة مباشر الأكثر حيادية في تغطية الانتخابات كما انه علي سبيل المثال كانت هناك فقرة أمس واستضافت د. جمال أسعد عبدالملاك ونجيب جبرائيل وحدثت مناقشة عرضت الرأي والرأي الآخر بشأن القوائم التي أعدتها الكنيسة لمساندة مرشحي الكتلة كما قام أحد الأساقفة بعمل مداخلة بهذا الخصوص، رغم أن هناك بلاغات رسمية في هذا الشأن وانسحاب حافظ أبو سعدة من قوائم الكتلة المصرية احتجاجا علي ذلك، كما ان هناك مواطنة مسيحية قامت بعمل مداخلة أمس في قناة الفراعين أبدت رفضها لمثل هذه القوائم. وأشار البدوي إلي أن الحياة استضافت كل مرشحي الأحزاب وقياداتها إلا رئيس ومرشحي الوفد الذين أغضبهم هذا الأمر، لكننا في حزب الوفد لدينا نضج سياسي ولن نرد بأسلوب البلاغات لأن مثل هذه البلاغات تصرفات صغيرة لا تليق بسياسيين أو بالمنافسة السياسية ولكني أعذرهم لحداثة خبرتهم في العمل الحزبي. ورداً علي سؤال آخر للبدوي حول تعقيبه علي قيام أون تي في بمساندة مرشحي الكتلة المصرية وكذلك قيام شركة موبينيل بإرسال رسائل للناخبين دعماً لمرشحي الكتلة المصرية قال الدكتور السيد البدوي: لن نكون صغاراً وبالتالي لن نقدم بلاغات وأضاف أن الوفد لديه تراث وثوابت وتقاليد تربينا عليها وهي ان نحترم القانون وعندما نكون ممثلين في مجلس الشعب القادم بأي عدد فسوف يكون هذا التمثيل مؤثراً بشكل كبير فقد كان لدينا في مجلس الشيوخ قبل الثورة نائب واحد هو يوسف الجندي ورغم ذلك ان يقيم البرلمان ولا يقعده لكننا رغم هذه التجاوزات لن نلجأ لنفس اسلوب البلاغات للنائب العام لأننا لم نتربي علي مثل هذه الممارسات مثل الذين تقدموا بمثل هذه البلاغات لأنهم مستجدون في الممارسة السياسية وتنقصهم الخبرة السياسية. وأضاف البدوي أن الشعب المصري لديه الكثير من الذكاء والقدرة علي الفرز والتمييز ولن نخرق القانون في الدعاية الانتخابية وسنلتزم بفترة الصمت الانتخابي. وفي رده علي سؤال حول خطة المرحلتين الثانية والثالثة أكد البدوي انه سوف يعقد اجتماعا يوم الخميس القادم لمرشحي المرحلتين الثانية والثالثة بشأن تكثيف خطة الدعاية الانتخابية خلال هاتين المرحلتين.