ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أن الأجواء الملبدة بعدم اليقين في تركيا انتقلت إلى واشنطن؛ حيث من المقرر أن يجتمع القادة الدبلوماسيون والعسكريون الدوليون هذا الأسبوع لاستعراض سبل محاربة تنظيم داعش الإرهابي، وهي العملية التي تلعب فيها تركيا دورا حيويا. وأضافت الصحيفة – في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء- إن هذه التطورات جاءت بالتزامن مع قيام حكومة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بالانتقام ممن وقف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي هدفت للإطاحة بها، لذلك بدا المجتمع الدولي يفكر مجددا في سبل جديدة لمحاربة تنظيم "داعش" لاسيما وأن تركيا تلعب دورا كبيرا في هذا الموضوع، فضلا عن أن علاقتها الراهنة مع واشنطن باتت على المحك بسبب مطالبتها بتسليم المعارض فتح الله جولن الذي يقيم في ولاية بنسلفانيا ويتهمة أردوغان بالوقوف وراء الانقلاب العسكري. وأوضحت الصحيفة أن الحكومات في أوروبا والولايات المتحدة أبدت اهتماما واضحا بردود فعل تركيا جراء محاولة الانقلاب، حيث أعربت عن قلقها وفي بعض الحالات أبدت انتقادا حادا لإجراء الاعتقالات التعسفية التي تمارسها السلطات هناك ضد المعارضين. وأشارت إلى أن العديد من قادة الجيش التركي مثلوا أمام المحكمة في العاصمة انقرة في جلسة محاكمة سيطرت عليها تساؤلات عديدة حول جدية وعدالة العملية القضائية التي سوف يواجهونها.. وكان من بين هؤلاء الجنرال أكين اوزتورك قائد سلاح الطيران التركي السابق الذي تتهمه أنقرة بزعامة وقيادة محاولة الانقلاب. وأفادت الصحيفة بأن عملية انتقام الحكومة التركية من معارضيها تخطت المؤسسة العسكرية ووصلت إلى معظم مؤسسات الدولة؛ حيث أعلنت السلطات هناك اعتقال أكثر من 7500 شخص بتهم التآمر ضد الدولة. وقالت (وول ستريت جورنال) إن أجهزة الاستخبارات التركية بدأت منذ عام 2013 في إعداد قوائم حول اتباع جولن داخل قوات الشرطة /حسبما قال مسئولون محليون/ مع التركيز على هؤلاء الذين يشغلون مناصب مهمة في الدولة ويعملون لتجنيد أتباع آخرين، وأن هذه القوائم بدأت في الظهور حاليا لأجل إعفاء هؤلاء المسئولين من مناصبهم ومعاقبتهم على الاشتراك في محاولة الانقلاب.
