رغم جمود العلاقات على المستوى الشعبي بين مصر وإسرائيل منذ فترة التسعينات، إلا أنها تشهد في الوقت الحالي تحريكًا طفيفًا للمياه الراكدة بين البلدين على المستوى الدبلوماسي الذي تجمد هو الآخر منذ عام 2013، حيث تهدف مصر من هذه التحركات إلى إحياء عملية السلام وتحقيق الأمان لدولة فلسطين. ومن ضمن هذه التحركات المصرية، زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى إسرائيل، اليوم الأحد، وعقده مؤتمرا صحفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لبحث عملية السلام مع الجانب الفلسطيني. الزيارات المتبادلة بين مصر وإسرائيل لم تكن كثيرة منذ احتلال الأخيرة للأراضي الفلسطينية عام 1948، إلا أنها انقطعت منذ عام 2010 نهائيًا، وعادت لتستأنف اليوم. فيعام 1979، سجل رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن أول زيارة له للأراضي المصرية؛ بهدف استئناف مفاوضات السلام بين مصر وإسرائيل، بعدما دعاه الرئيس الراحل محمد أنور السادات، إلى زيارة مصر ردًا على زيارته التاريخية إلى الكنيست الإسرائيلي عقب حرب أكتوبر، وإلقائه خطبة شهيرة وتوقيعه اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل. وفي عام 1992، تكررت الزيارة من الجانب الإسرائيلي، على يد رئيس الوزراء إسحق رابين، الذي ذهب في زيارة سريعة إلى مصر لم تستغرق سوى 6 ساعات فقط، وهدفت الزيارة وقتها إلى دفع عملية السلام في الشرق الأوسط مع الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك. وفي عام 1999، سجل الجانبين زيارة جديدة لهما، حينما زار وزير الخارجية المصري الأسبق عمرو موسى تل أبيب، لبحث عملية السلام في الشرق الأوسط؛ وللمشاركة في مؤتمر دولي للسلام، وأجرى وقتها عدة لقاءات ثنائية مع المسؤولين الإسرائيلين. وفي نفس العام، استقبل المخلوع مبارك بقصر رأس التين في محافظة الإسكندرية، رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك ، الذي أعلن وقتها أنه مُلتزم بالتنفيذ الكامل لإتفاق الأرض مقابل السلام مع الفلسطينيين. وفي عام 2000، تكررت زيارة مبارك وإيهود باراك في قصر رأس التين، وقام وقتها رئيس الوزراء الإسرائيلي بتوضيح موقفه من مباحثات السلام مع الجانب الفلسطيني للرئيس المصري المخلوع. وفي عام 2007، سار وزير الخارجية الأسبق أحمد أبو الغيط على خطى نظيره الحالي، حيث قام بزيارة إلى إسرائيل، لبحث فرص عملية السلام الفلسطينية. وفي عام 2008، زارت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني مصر، والتقت مبارك؛ لبحث القضية الفلسطينية. وفي 2009، قام الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، بزيارة إلى مصر، التقى خلالها الرئيس المخلوع مبارك؛ من أجل بحث الأوضاع في مدينة القدس. وتكررت في العام التالي؛ من أجل بحث أفضل السبل لتهيئة الأجواء لإطلاق مفاوضات جادة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.