انضمت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية امس الى الاصوات الدولية المحذرة من خطر اندلاع «حرب اهلية» في سوريا، وذلك عقب تزايد لجوء معارضين سوريين الى السلاح للرد على القمع الدموي لحركتهم الاحتجاجية من جانب نظام الرئيس بشار الاسد. واعربت كلينتون في مقابلة مع شبكة «إن بي سي «الأمريكية» عن اعتقادها باندلاع حرب اهلية اذا وجدت المعارضة السورية التصميم الكبير والمسلح في شكل جيد الى جانب التمويل الكبير. واضافت ان هذا العمل المسلح اذا لم يتول قيادته المنشقون عن الجيش فسيؤثرون فيه على الأقل. وقالت وزيرة الخارجية الامريكة «اننا نراه ولا نوافق على ذلك لأننا نؤيد التظاهرات السلمية والمعارضة غير العنيفة». يأتى ذلك فى الوقت الذى انتهت فيه مهلة الجامعة العربية للنظام السوري لوقف العنف بحق المدنيين تحت طائلة فرض عقوبات اقتصادية، وذلك بعد قرار تعليق عضوية سوريا فيها. وناقضت كلينتون بتصريحاتها الجديدة الموقف السابق للإدارة الامريكية وانضمت الى الاصوات المحذرة من خطر اندلاع حرب اهلية في سوريا وآخرها صوت نظيرها التركي احمد داود اوجلو الذي حذر في مقابلة مع وكالة فرانس برس من مخاطر الانزلاق الى حرب اهلية في سوريا.وشددت كلينتون بالقول ان الطريقة التي رد فيها نظام الاسد على الحركة الاحتجاجية هي التي دفعت الشعب الى حمل السلاح ضده. واكدت كلينتون ان الادارة الامريكية لا تريد استصدار قرار دولي يجيز تدخلاً عسكرياً في سوريا على شاكلة ما حصل في ليبيا، ولك في الوقت الذي تستمر فيه روسيا، التي تتمتع بحق الفيتو في مجلس الامن، في رفض اي ادانة لنظام الاسد في الاممالمتحدة. وقالت: «لا احد يريد هذا النوع من العمل حيال سوريا. ليبيا كانت حالة فريدة هذا لا ينطبق على سوريا».وشددت الوزيرة الامريكية في مقابلة اخرى مع شبكة «ايه بي سي» على دعمها للقرارات التي اتخذتها الدول العربية وتركيا هذا الاسبوع لعزل سوريا، مؤكدة ان الصوتين العربي والتركي هما من القوة بمكان بحيث لا يمكن لدمشق ان تتجاهلهما. واضافت ان واشنطن ادركت منذ البداية انها ليست على الارجح الصوت الذي سيلقي آذاناً صاغية لدى السوريين، مشيرة الى ان العلاقات التجارية بين دمشقوواشنطن ليست وطيدة. واقتحمت قوات من الجيش السوري احدى البلدات شمال غرب دمشق عقب مقتل 15 مدنياً بينهم طفلان، وقبل ساعات من انتهاء المهلة التي حددتها الجامعة العربية لوقف اعمال العنف في سوريا. اوضحت لجان التنسيق المحلية في سوريا المشرفة على احداث الحركة الاحتجاجية ان الجيش بدأ اقتحام بلدة شيزر ريف حماة قصف عشوائي بالأسلحة الرشاشة الثقيلة وحملة مداهمات مكثفة. واكد المرصد السورى لحقوق الانسان ان 15 مدنيا بينهم طفلان قتلوا فى وقت سابق هم 4 وطفل في بلدة الحارة في ريف درعا جنوبا و3 في ريف دمشق و5 مدنيين في حمص وآخر في ريف حماة وطفل في درعا.وكان وزراء الخارجية العرب قد هددوا مساء الاربعاء الماضى خلال اجتماع في الرباط بفرض عقوبات اقتصادية على النظام السوري ما لم يوقع خلال 3 ايام بروتوكولا يحدد الإطار القانوني والتنظيمي لبعثة المراقبين العرب المزمع ارسالها الى سوريا. وخرجت مظاهرات مسائية عشية انتهاء المهلة في عدة احياء من مدينة حمص واجهها الامن بإطلاق النار ما اسفر عن سقوط 11 جريحا منهم 4 بحالة خطرة في حي الخالدية . ويلتقي وزير الخارجية البريطاني وليام هيج غدا في لندن بممثلين عن المعارضة السورية في الخارج بعدما قرر تكثيف الاتصالات بمعارضي الاسد، واكد المتحدث باسم وزير الخارجية البريطانى ان هيج سيلتقي المعارضة السورية. وكثفت فرنسا خلال الايام القليلة الماضية اتصالاتها الدبلوماسية بشأن الوضع في سوريا، وتم عقد اجتماع في مقر وزارة الخارجية الفرنسية فى هذا الشأن الصدد في حين فضلت الخارجية الفرنسية عدم تأكيد حدوث الاجتماع رسمياً من دون ان تنفيه. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ردا على سؤال حول هذا الاجتماع الذي يفترض انه ضم دبلوماسيين فرنسيين وامريكيين وبريطانيين وألماناً وأتراكاً ومن عدد من الدول العربية وعقد في مقر الخارجية الفرنسية، «انا لا أؤكد شيئا» من دون ان ينفي.