شهد ميدان التحرير مواجهات دامية أمس بين المعتصمين بالميدان بعد «مليونية الوثيقة» أمس الأول وقوات الأمن التي حاولت إزالة الخيام التي أقامها المعتصمون. وكانت أكثر من 20 سيارة أمن مركزي حاولت صباح أمس دخول الميدان ومحاصرته من جميع المداخل لإزالة الخيام التي أقامها المعتصمون وعددها 15 خيمة بداخلها حوالي 200 من المتظاهرين ومصابي الثورة في أحداث 25 يناير. وبدأت تشكيلات الأمن في الهجوم علي الخيام وتمزيقها وطرد من بداخلها. وإزاء رفض المعتصمين الخروج بدأت عمليات الاعتداء عليهم بالعصي والصواعق الكهربائية. وبعد تمكن قوات الأمن من فرض سيطرتها علي الصينية الخضراء وسط الميدان قام العشرات من المتظاهرين بالطواف حول الصينية في محاولة لاقتحامها. في هذه الأثناء قررت قوات الأمن ترك الصينية للثوار وخلال انسحاب مجندي الأمن المركزي لركوب سياراتهم طاردهم المعتصمون بالطوب والحجارة مما أسفر عن اصابة 7 من جنود الأمن المركزي وفق تصريحات مصدر مسئول بوزارة الداخلية. وانهال المتظاهرون ضربا علي بعض العساكر بالعصي وخطفوا منهم الخوذات والعصي والدروع الخاصة، فقررت قيادات الأمن بالميدان الهجوم مرة أخري وطاردوا المعتصمين الذين فروا في مختلف الاتجاهات، وتم القبض علي العشرات منهم. غير أن المتظاهرين امتلكوا زمام الموقف مرة أخري حيث افترشوا الأرض أمام سيارات الشرطة لعدم تركها تمر إلي الميدان ورفعوا الأحذية في وجوه الضباط الواقفين أعلي السيارات وقرروا عدم الخروج من الميدان. ومازالت حالة من التوتر تسيطر علي الميدان وسط محاولة كل فريق اعداد العدة للآخر.. حيث تعد قوات الأمن نفسها بالقنابل المسيلة للدموع والصواعق الكهربائية، فيما يجهز المتظاهرون أنفسهم بالعصي الخشبية والحجارة والزجاجات الفارغة. وفي تقييم لأحداث مليونية الوثيقة أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن مظاهرات الجمعة أنهت الهدنة القلقة بين القيادة الحاكمة والإسلاميين في مصر. وأضافت أن الهدنة سقطت قبيل الانتخابات البرلمانية عندما حاول المجلس العسكري إبعاد نفسه عن أي سيطرة مدنية. وأشارت الصحيفة إلي ان الكثير من الليبراليين أصبحوا ممزقين بين القيادة الحاكمة والهيمنة الدينية وأن بعض الليبراليين علي ما يبدو باتوا يتطلعون لأن تكون هذه القيادة حائط صد ضد الهيمنة الدينية وأن تفرض وثيقة حقوق قبل فوز محتمل للإسلاميين. أما صحيفة لوس انجلوس تايمز الأمريكية فقد أشارت إلي أن المصريين رغم اختلاف أجنداتهم السياسية إلا أنهم توحدوا في ضرورة تسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة. وأوضحت أن الاحتجاج جاء قبل ما يقرب من أسبوع واحد قبل الانتخابات البرلمانية، وكأنه علامة أخري علي القلق من أن مصر لم تجد الطريق نحو الديمقراطية حتي الآن. فيما أكدت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية ان الاحتجاجات الضخمة التي شهدها ميدان التحرير تعتبر المظاهرات الأضخم في مصر منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك عن سدة الحكم. وتساءلت عما إذا كانت هذه المظاهرات قد تهز سيطرة القيادة الحاكمة الحالية علي البلاد.