( اقبلي أى خاطب حتى لايفوتك قطار الزواج)..( هذه فرصة أنتِ لستِ بجميلة).. (فلانة اتجوزت وانتى لسه).. (حب ايه وكلام فارغ ايه اتجوز بنت عمك أضمن) كثير من الأخطاء الشائعة التى يقع فيها الأهل لإجبار الأبناء على الزواج بمن اختاروه لهم، وكثيرا ما تأتى هذه النصائح بنتائج عكسية تقلل من ثقة الفتاة بنفسها والضغط عليها معنويا مما يجعلها تضعف وتختار الرضوخ لاختيارهم، أو تدفع الشاب للعناد والتشبث بمن يحب. ولأن قرار اختيار شريك الحياة يمثل لحظة حاسمة بحياة الشاب أو الفتاة لما له من تأثير كبير على واقعهم المستقبلي، فمن الجميل أن يرى الآباء أبناءهم يختارون من يشاركهم حياتهم، ويخططون لبناء أسرة، والأجمل أن نترك لهم حرية الاختيار ..ولكن لأسباب ودوافع كثيرة قد يتدخل الوالدان في زواج أبنائهما، رغم ما يجلبه تدخلهما في معظم الأحيان من كوارث حقيقية تؤثر بالسلب على حياة الأبناء المستقبلية.. فهل يحق للوالدين أن يتدخلا في زواج أبنائهما؟ ترفض (أ.ح) تدخل أبويها في قرار زواجها وتقصر حقهما فقط علي إبداء الرأي دون تحكمات أو إصدار أوامر، لأن خبراتهما على حد قولها قديمة وقد تكون صحيحة لكن المفاهيم والظروف تتغير ومن حق الابن أو الابنة اختيار شريك حياته لأنه "أدرى واحد باللى يناسبه". ويؤيدها في الرأي (م.ع) الذي يرى أن حقوق الأبناء تهدر بسبب شعور الآباء بأنهم امتلكوا أولادهم، وأن الزوجين هما من ستكتب أسماؤهما في ( وثيقة الزواج )، وهما من سيعيشان في بيت واحد ويتحملان الحياة ( بحلوها ومرها )، وبالتالي ليس للآباء حق في اختيار شريك حياة الابن أو البنت. وتأكيدا لوجهة النظر السابقة تستدل ( ر.خ ) بالحديث الشريف ( البكر تستأذن، والثيب تستأمر)، ورغم ذلك تؤكد أن من حق الأهل أن يشركهم الأبناء في أمر الارتباط لأن الزواج ليس مجرد ارتباط بين شاب وفتاة بل هو رباط بين عائلتين سينتج عنه احتكاك بينهما شاءوا أم أبوا، لذا تنصح الشباب بالاستماع لرأى الأهل والتفكر فيه بعقلانية، وإذا كان رأيهم معارضا دون سبب وجيه أو فرضوا على أولادهم زيجة لا يرغبون فيها فعليهم رفضها فورا.
الاختيار للأهل..! في المقابل ترى ( د.م ) أن رأى الأهل مهم في زواج أبنائهم لأنهم من المؤكد حريصون على مصلحتهم، وتصف اختيارهم بأنه أكثر حكمة في أغلب الأحيان بحكم تجربتهم، وتؤكد أنها ستتنازل عن اختيارها فورا إذا رفضه الأهل. وبدورها تقول (ر.ج) أن تدخل الوالدين شيء ضروري، لأنهم أقدر على تقييم العريس ومدى تأهله لتحمل المسئولية بعد الزواج. بينما يقول (أ. خ) إننا لا نستطيع البت بأحقية أحد الطرفين برأيه، لأن الوالدين من ناحية يمتلكان الخبرة والنظرة المستقبلية التى لايستطيع الأبناء تفهمها في وقت أغلقت فيه العاطفة أبصارهم، ومن ناحية أخرى الشباب هم أصحاب الحق في الاختيار.. لذا على الشباب وضع رأي الأهل في الاعتبار لأن الحياة لن تتوقف والسعادة لن ترحل إن لم نرتبط بمن أحببنا ورضينا باختيار الأهل. علموا أولادكم الاختيار في تعليقه على هذا الجدل يقول د.عمرو أبو خليل، أخصائي الطب النفسي وعضو الجمعية المصرية للطب، إن الأصل في الاختيار لصاحب الشأن سواء كان الشاب أو الفتاة، لأن الحياة وتفاعلاتها تتطلب ذلك، فيجب أن يختار الابن شريكة حياته حتى يتحمل في النهاية نتيجة اختياره خاصة أنه يقابل نماذج كثيرة في حياته وله الحق في أن يختار من بينها مايناسبه والبنت كذلك. ويعرض خطوات تساعد الآباء على تدريب أبنائهم على حسن الاختيار لكى يتجنبوا الوقوع في هذا المأزق: أولا: إعداد الأبناء لهذه اللحظة بترك حرية الاختيار لهم منذ الصغر مع تقديم بعض الإرشادات حتى تتسع نظرتهم للحياة، ويكونوا قادرين على الاختيار بطريقة صحيحة وبالتالى لا تصادفهم عوائق نتيجة سوء الاختيار، وبذلك يكونون قد تدخلوا ولكن بطريق غير مباشر. ثانيا: تعريفهم مفهوم الزواج والارتباط وأن الحياة الزوجية تعتمد على أساسيات كثيرة يجب أن تؤخذ في الاعتبار بعيدا عن المظهر الخارجي. ثالثا: تدريب الشاب على تحمل المسئولية في كل شيء وكيفية تفاعله مع الحياة والأفراد في المجتمع وكذلك بالنسبة للبنت. وأخيرا: أن يعي الآباء جيدا أنهم إذا أجبروا أبناءهم على الزواج ستحدث العديد من الكوارث مثل الخيانة الزوجية وتفكك الأسر وغير ذلك من النتائج السلبية على الأسرة والمجتمع. روشتة شبابية وتتفق معه في الرأي الأستاذة نجلاء محفوظ، استشاري التنمية البشرية، فتقول: من خلال خبراتى رأيت أن هناك الكثير من الأخطاء الشائعة التى يقع فيها الأهل وهى إجبار الشباب من الجنسين على الزواج، فكثيرا ما تأتى النصائح بنتائج عكسية ومن ذلك ماتقوله الكثير من الأمهات للبنات ( اقبلي أى خاطب حتى لايفوتك قطار الزواج) وأحيانا تقول ( هذه فرصة أنتِ لستِ بجميلة) و (فلانة اتجوزت وانتى لسه) فهذا الكلام يهين أى فتاة ويقلل من ثقتها بنفسها، والضغط على البنت معنويا بهذا الأسلوب يجعلها تضعف وتختار الرضوخ للأهل، وبالنسبة للشباب فمعظم الأهل يرفضون أن يتزوج فتاة يعرفها قبل الزواج مما يدفعه للتشبث بها. وتتابع: حتى لو أخطأ الأبناء في الاختيار فلابد أن نحرص على عدم إهانتهم أو خدش كرامتهم لأنهم غالبا يركزون على الإهانة ولا يرون النصيحة، فالأهل في مثل هذه المواقف يجب أن يهدأوا أولا قبل أى تدخل أو نصح، ولو وجدوا أن الأمور ستتطور بشكل سيئ عليهم تأجيل المناقشة لوقت آخر. وتلفت إلى أن الشاب أو الفتاة إذا تعرض لمسألة الرفض من جهة الأب أو الأم فعليه أن يقوم بهذه الخطوات: 1- أن يتأكد من حسن اختياره. 2- أن يتأكد من وجود قدر كاف من التكافؤ بينه وبين الشريك. 3- ألا يلجأ للعناد لمجرد رفض الآباء لأنه وحده سوف يدفع الثمن. 4- أن يستشير أصدقاءه المقربين إليه. 5- أن يبعد عن التأثير العاطفي من الطرف الثاني ويخلق نوعا من المساحة بينه وبين شريكه حتى تتيح له التفكر بعقلانية أكثر. 6- أن يرى عيوب الطرف الثانى بأكملها وهل سيرضى بها ويتقبلها أم لا، ولا يوهم نفسه بأنه سوف يغيرها. وتختتم الأستاذة نجلاء محفوظ حديثها مشيرة إلى أن الزواج لابد أن يقوم على الاقتناع من جهة العقل والقلب، وأحدهما لا يكفي لبناء حياة زوجية قائمة على الاحترام والحب المتبادل من الطرفين.