أثارت الحملات الأمنية التي استهدفت المجاهرين بالفطر فى نهار رمضان بمحافظات الجمهورية، تنفيذًا لفتوى دار الإفتاء المصرية، غضب المواطنين في الشارع المصري. وأكدت دار الإفتاء أن المجاهرة بالإفطار في نهار رمضان لا يدخل ضمن الحرية الشخصية للإنسان، بل هي نوع من الفوضى والاعتداء على قدسية الإسلام، فى الوقت الذى لا يوجد فيه نص قانون يُعاقب على ذلك. وصف خبراء القانون حملات القبض على مجاهرين بالفطار، بالتضييق على حريات الأفراد، فيما رأي رجال الدين أن القبض على المجاهرين بالإفطار ضروري للحفاظ على قدسية الدين الإسلامي، مُعتبرين أن الإفطار جهارًا في نهار رمضان عزةُ بالإثم. وصف المستشار حسني السيد، المحامي بالنقض والدستورية العليا، شن حملات للقبض على المجاهرين بالإفطار، بالتضييق على حُريات الأفراد. وقال السيد إن تطبيق عقوبة على المفطر فى نهار رمضان، لا يجوز فى مصر التى بها مسلمين ومسيحيين وغيرها من الديانات الأخري، مضيفًا: "هناك مسلمين مرضي لايقدرون على الصيام، فكيف يتم القبض عليهم بحجة أنهم يأكلون؟". وتابع السيد أن هذا النظام يُطبق فى السعودية من خلال "المطوع" التابع لهيئة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، مشيرًا إلى أن تطبيق مثل هذا الإجراء فى مصر مخالف للصواب. وطرح السيد حلاً بعيدًا عن تقييد الحريات والقبض على أشخاص اضطروا للإفطار لأسباب مرضية أو لكونهم غير مسلمين، وهو تنظيم مواعيد فتح واغلاق المقاهي، بحيث لاتعمل نهار رمضان، وتستمر بعد الفطار حتى قبل آذان الفجر. واختلف معه فى الراي، الدكتور عبد الغفار هلال، المفكر الاسلامي، مشددًا على وجوب استمرار الأمن بشن حملات للقبض على المفطرين نهار رمضان، معتبرًا ذلك نوعا من "الفجور"، مضيفًا: "الفاجر لابد من معاقبته لأنه تعدى على قدسية الإسلام، ولم يستر مصيبته". وأوضح هلال أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا بليتم فاستتروا"، قائلًا: "فاذا استتر العبد ستره الله وغفر ذنبه، لكن نرى هذه الأيام أن الشباب عديمة الأخلاق تأكل وتشرب المنكرات نهار رمضان أمام المارة دون وقارًا لشهر رمضان الكريم". واتفق معه فى الرأي الشيخ محمود عبد الخالق، داعية إسلامي، ملاحقة المفطرين معتبرًا الأمر تعدي على قدسية الإسلام، وليس ليس حرية شخصية. وحول ماذا كانت المقبوض عليه مسلم مريض وجب عليه الإفطار أو مسيحي أو صحاب ديانة اخري، قال عبد الخالق، يجب على رجال الأمن التحري عن الشخص قبل القبض عليه، فإذا كان مسلم يجب القبض عليه واتهامه بالتعدي على قدسية الدين الإسلامي، أما إذا كان مسيحي فيخلى سبيله. واضاف الداعية الإسلامي، أن البعد عن التعاليم الإسلامية، هو الذي وصل بشبابنا إلى عدم احترام الدين، وأصبح ارتكاب ما حرم الله هين فى عيون الكثيرين.